مقال

نفحات إيمانية ومع أبو رافع مولى الرسول ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع أبو رافع مولى الرسول ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع أبو رافع مولى الرسول، وقد قال عون بن عبيد الله وهو ينقل عن جده أبي رافع قوله ” الحمد لله لقد أصبحت ولا أحد بمنزلتي، لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة وبيعة الرضوان، وصليت القبلتين، وهاجرت الهِجر الثلاث، قلت، وما الهجر الثلاث، قال، هاجرت مع جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه، إلى أرض الحبشة، وهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، وهذه الهجرة مع علي بن أبي طالب رضى الله عنه، إلى الكوفة، وهكذا كان يلازم أبو رافع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه، ميزان الحق، ولم يزل معه حتى استشهد الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه.

 

وهنا يرجع أبو رافع إلى المدينة مع الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم، ولا دار له بها ولا أرض، فقسم له الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه، دار أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، بنصفين، وأعطاه سنح أرض أقطعه إياها، فباعها عبيد الله بن أبي رافع، من معاوية بمائة ألف وسبعين ألفا “وكان ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حقه ومكانته عنده، وهو أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، قال في حقه رضوان الله تعالى عليه “إن لكل نبي أمينا، وإن أميني أبي رافع” وكان أبو رافع رضى الله عنه، هو وكيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في زواجه بالسيدة ميمونة بنت الحارث بالمدينة.

 

أما مكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيمكن أن نتعرف عليها في قول أبي رافع، عندما قال ” لما كان اليوم الذي توفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، غشى عليه فأخذت بقدميه اقبلهما وأبكى فأفاق صلى الله عليه وسلم، وأنا أقول من لي ولولدي بعدك يا رسول الله فرفع إلي رأسه وقال صلى الله عليه وسلم ” الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين” وعن أبي رافع أيضا قوله ” دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو نائم أو يوحى إليه، وإذا حيّة في جانب البيت، فكرهت أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية، حتى إذا كان منها سوء يكون إلي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية الكريمة “إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون”

 

ثم قال صلى الله عليه وسلم ” الحمد لله الذي أكمل لعليّ منيته وهنيئا لعليّ بتفضيل الله إياه، ثم التفت فرآني إلى جانبه، فقال صلى الله عليه وسلم ” ما أضجعك هاهنا يا أبا رافع؟ فأخبرته خبر الحيّة، فقال ” قم إليها فاقتلها ” فقتلتها، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال ” يا أبا رافع كيف أنت وقوما وهم قوم يقاتلون عليّا، أى على بن أبى طالب وهو على الحق، وهم على الباطل، ويكون في حق الله جهادهم، فمن لم يستطِع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطِع فليس وراء ذلك شيء ” فقلت أدع لي إن أدركتهم أن يعينني الله، ويقويني على قتالهم، فقال صلى الله عليه وسلم ” اللهم إن أدركهم فقوه، وأعنه ” ثم خرج إلى الناس.

 

فقال صلى الله عليه وسلم ” يا أيها الناس من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي، فهذا أبو رافع أميني على نفسي” فلمّا بويع أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضى الله عنه، وخالفه معاوية بن أبى سفيان بالشام، وسار طلحة والزبير إلى البصرة، فقال أبو رافع “هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم سيقاتل ععلى بن أبى طالب قوم يكون حقا في الله جهادهم، فباع أرضه بخيبر وداره، ثم خرج مع أمير المؤمنين الإمام على بن أبى طالب وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة “وقد زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من مولاته سلمى، فولدت له عبيد الله بن أبي رافع، وكانت سلمى قابلة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدت معه صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى