مقال

نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 5″

نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع نبى الله حزقيل علية السلام، قال محمد بن إسحاق ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بني إسرائيل، ثم إن الله قبضه إليه، فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم، وعظمت فيهم الأحداث، وعبدوا الأوثان، وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام، صنم يقال له بعل، فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران، قلت وقد قدمنا قصة إلياس تبعا لقصة الخضر، لأنهما يقرنان في الذكر غالبا، ولأجل أنها بعد قصة موسى في سورة ” الصافات ” فتعجلنا قصته لذلك، وقال محمد بن إسحاق فيما ذكر له عن وهب بن منبه قال ثم تنبأ فيهم بعد إلياس، وصيه اليسع بن أخطوب، عليه السلام، والنبي حزقيل عليه السلام هو أحد أنبياء بني إسرائيل بعد نبى الله موسى عليه السلام، وقد ورد اسمه في التوراة والقرأن الكريم.

 

وكان قد دعى قومه للجهاد فهربوا وخرجوا من ديارهم فأماتهم الله، ثم أحيا الله على يديه هؤلاء الموتى مرة أخرى، وقد وردت بعض الآثار وأكثرها عند أهل التفسير والأخبار ولعلها من الإسرائيليات التي لا يمكن القطع بشيء منها أن حزقيل كان نبيا من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى وأنه هو الذي أحيا الله على يديه ألوف الموتى حين خرجوا من ديارهم خوفا من الموت، وقيل أنه هو الذي قال الله عنه كما جاء فى سورة البقرة ” أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته اللخ مائة عام ثم بعثه، قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم، قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير ”

 

وقيل غير ذلك، وقد جاء في تفسر الطبري وغيره عند قول الله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون” وقد أماتهم الله قبل آجالهم عقوبة لهم، ثم بعثهم إلى بقية آجالهم، وقيل إنما فعل ذلك بهم معجزة لنبي من أنبيائهم، لأنهم فروا من الجهاد لما أمرهم الله به على لسان حزقيل النبي عليه السلام، فخافوا الموت بالقتل في الجهاد فخرجوا من ديارهم فرارا من ذلك، فأماتهم الله ليعرفهم أنه لا ينجيهم من الموت شيء، ثم أحياهم وأمرهم بالجهاد، وقد عقب على ذلك بقوله، قال ابن عطية وهذا القصص كله لين الأسانيد، وإنما اللازم من الآية أن الله تعالى أخبر نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إخبارا في عبارة التنبيه.

 

والتوقيف عن قوم من البشر خرجوا من ديارهم فرارا من الموت فأماتهم الله تعالى ثم أحياهم، ليروا هم وكل من خلف من بعدهم أن الإماتة إنما هي بيد الله تعالى لا بيد غيره، فلا معنى لخوف خائف ولا لاغترار مغتر، وجعل الله هذه الآية مقدمة بين يدي أمره المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالجهاد، وفى قوله تعالى ” وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين”

 

وقوله تعالى “وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم” وهو تبيين من الله تعالى أن أسلافهم تمردوا على موسى وعصوه فكذلك هؤلاء على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو تسلية له، أي يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم، واذكروا قصة نبى الله موسى عليه السلام، وقوله تعالى “وجعلكم ملوكا” أي تملكون أمركم لا يغلبكم عليه غالب بعد أن كنتم مملوكين لفرعون مقهورين، فأنقذكم منه بالغرق فهم ملوك بهذا الوجه، فقال السدي أنه ملك كل واحد منه نفسه وأهله وماله، وقال قتادة إنما قال وجعلكم ملوكا لأنا كنا نتحدث أنهم أول من خدم من بني آدم، وقال ابن عطية وهذا ضعيف لأن القبط قد كانوا يستخدمون بني إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى