مقال

الأم نبع الحنان ” جزء 10″

الأم نبع الحنان ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع الأم نبع الحنان،وعند الترمذى في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا فعلت أمتى خمس عشر خصلة حل بها البلاء” وذكر منها ” وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه” وهن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال، جاء رجل إعرابى الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الإشراك بالله” قال ثم ماذا ؟ قال “ثم عقوق الوالدين ” قال ثم ماذا ؟ قال ” اليمين الغموس ” رواه البخارى، ألا ولا يعجبن أحد ببره بأمه، أو يتعاظم ما يسديه لها، فبرها طريق إلى الجنة، فقد جاء عند البيهقى في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد “أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدث أنه شهد ابن عمر رضى الله عنهما رجلا يمانيا يطوف بالبيت.

 

حمل أمه وراء ظهره يقول إنى لها بعيرها المذلل، إن أذعرت ركابها لم أذعر، الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتنى، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ قال ابن عمر لا، ولا بزفرة واحدة” ولنعلم أن عقاب الله تعالى في الدنيا قبل الآخرة لمن أغضب والديه وخاصة الأم، ففى سنن الترمذى عن أبى بكرة قال النبى صلى الله عليه وسلم” ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة فى الدنيا مع ما يدخر له فى الآخرة من البغى وقطيعة الرحم ” وعقوق الوالدين من قطيعة الرحم، ومما يعين على حفظ المكانة العظيمة للأم، والاجتهاد في برها معرفة أحوال النبيين والصالحين مع أمهاتهم، فتأمل حال صغرك، وتذكر ضعف طفولتك، فقد حملتك أمك في بطنها تسعةَ أشهر وهنا على وهن، حملتك كرها ووضعتك كرها، تزيدها بنموك ضعفا، وتحملها فوق طاقتها عناء.

 

وهي ضعيفة الجسم واهنة القوى، وعند الوضع رأت الموت بعينها، زفرات وأنين، غصص وآلام، ولكنها تتصبر، تتصبر، تتصبر، وعندما أبصرتك بجانبها وضمتك إلى صدرها واستنشقت ريحك وتحسست أنفاسك تتردد نسيت آلامها وتناست أوجاعها، رأتك فعلقت فيك آمالها ورأت فيك بهجة الحياة وزينتها، ثم انصرفت إلى خدمتك ليلها ونهارها، تغذيك بصحتها، وتنميك بهزالها، وتقويك بضعفها، فطعامك درّها وبيتك حجرها، ومركبك يداها، تحيطك وترعاك، تجوع لتشبع، وتنهر لتنام، فهي بك رحيمة، وعليك شفيقة، إن غابت عنك دعوتها، وإذا أعرضت عنك ناجيتها، وإذا أصابك مكروه استغثت بها، تحسب الخير كله عندها، وتظن الشر لا يصل إليك إذا ضمتك إلى صدرها أو لاحظتك بعينها، فلما تم فصالك في عامين وبدأت بالمشي، أخذت تحيطك بعنايتها.

 

وتتبعك نظراتها وتسعى وراءك خوفا عليك، ثم كبرت وأخذت منك السنين، فأخذ منها الشوق والحنين، صورتك أبهى عندها من البدر إذا استتم، صوتك أبدى على مسمعها من تغريد البلابل وغناء الأطيار، ريحك أروع عندها من الأطياب والأزهار، سعادتك أغلى من الدنيا لو سيقت إليها بحذافيرها، يرخص عندها كل شيء في سبيل راحتك، حتى ترخص عندها نفسها التي بين جنبيها، فتؤثر الموت لتعيش أنت سالما معافى، فإنها أمك فاسمع وأعلم ان المحروم الضائع الخائب فى الدنيا والاخرى من ضيع حقوق الوالدين وخاصة الام، فقد روى الإمام أحمد والنسائى وابن ماجه عن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه، قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي وجه الله والدار الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم “ويحك، أحية أمك؟

 

قلت نعم، قال ” ارجع فبرها ” ثم أتيته من الجانب الآخر، فقلت يا رسول الله، إني كنت أردت الجهاد معك أبتغى وجه الله والدار الآخرة، قال ” ويحك، أحية أمك؟ قلت نعم يا رسول الله، قال ” فارجع إليها فبرها ” ثم أتيته من أمامه، فقلت يا رسول الله، إنى كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، فقال صلى الله عليه وسلم “ويحك، أحية أمك؟ قلت نعم يا رسول الله، قال ” ويحك، الزم رجلها فثم الجنة” إنها الجنة ورب الكعبة ” الزم رجلها فثم الجنة” وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتي رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، إني جئت أريد الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الآخرة، ولقد أتيت وإن والدي ليبكيان، فقال صلى الله عليه وسلم ” فارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما” رواه ابن ماجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى