مقال

رسول الله مع أم المؤمنين عائشة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رسول الله مع أم المؤمنين عائشة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء 1 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد إن من المشاهد في بيت النبوة هو أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها علا صوتها وراجعت النبي صلي الله عليه وسلم في بعض أموره، وفي هذه اللحظة مر أبوها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فاستأذن في الدخول وكانت تبدو عليه علامات الغضب، وعاتب ابنته وقال لها يا ابنة أم رومان، لا أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلي الله عليه وسلم فقامت السيدة عائشة رضي الله عنها بالاحتماء خلف النبي صلي الله عليه وسلم ودافع عنها أمام أبوها، ثم مازحها بعد خروجه، فاستحيت من نفسها، وكما يروى أن أزواج النبي صلي الله عليه وسلم، كُن يراجعنه.

فما كان يقابل ذلك إلا بحلمه وعفوه، صلي الله عليه وسلم، فلا ريب عند كل مؤمن ومؤمنة في أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها في الجنة، ومن قال خلاف ذلك فهو أحد اثنين إما جاهل حاطب بليل ليس عنده علم، وإما جاحد منافق ظاهر النفاق، ومسألة كون السيدة عائشة أم المؤمنين في الجنة لا يستدعي اجتهادا جديدا لأنه من مسلمات الدين، ولكن لما كثر المنافقون في هذا العصر وجب على المسلمين تذكير بعضهم البعض بمثل هذه البديهيات التي لا خلاف عليها، حتى يكون المسلمون على وعي وإدراك، وحتى لا تنطلي عليهم شبهات أهل الزيغ والضلال، فنقول أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها في الجنة، ومما دل على ذلك هو نزول آيات كريمات من فوق سبع سماوات تتلى آناء الليل وأطراف النهار إلى قيام الساعة.

من أجل تبرئة أم المؤمنين السيدة عائشة من الإفك والقذف والافتراء على عرضها الطاهر المطهر، ومن كان شأنه هذا الشأن فلا ريب في قدره الرفيع عند الله تعالى وأنه من أهل الجنة، وإلا فهل يتصور أن ينزل الله تعالى آيات دفاعا عن كافر أو مجرم؟ فهذه التبرئة الربانية لا تكون إلا لمستحقٍ للجنة، ثم إن الله تعالى ذكر في سياق آيات حادثة الإفك أن الذي يعود في الخوض في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه ليس بمؤمن، وكذلك من عاد لذلك فليس بمؤمن، وهذا لا يكون إلا لأولياء الله تعالى أمثال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ومقتضى الآية الكريمة أن أم المؤمنين السيدة عائشة طيبة، ومن قال غير ذلك فهو كافر لاشك في كفره، لأنه يستلزم منه التعرض للنبي صلى الله عليه وسلم ثم إن الله تعالى قال في سياق الآية ” أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم “.

ففي الآية إشارة إلى السيدة عائشة رضي الله عنها أصالة، وإلى المؤمنات المحصنات الغافلات تبعا ثم ختم الله تعالى الآية بأن أولئك لهم مغفرة ورزق كريم، أي الجنة، فالآية الكريمة نص في استحقاق أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها الجنة، ومن ذلك أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان اليهود يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم يقولون السام عليك، ففطنت أم المؤمنين عائشة إلى قولهم، فقالت عليكم السام واللعنة، فقال النبي صلى الله عليه و سلم “مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله” فقالت يا نبي الله أولم تسمع ما يقولون ؟ قال ” أولم تسمعي أني أرد ذلك عليهم فأقول وعليكم” رواه البخاري، وأنها غضبت للنبي صلي الله عليه وسلم ودافعت عنه، وجزاء المدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم الجنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى