مقال

سعد بن أبي وقاص ” جزء 1″ 

سعد بن أبي وقاص ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــرورى

 

الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وهو سعد بن مالك بن أهيب، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتا، وهو من أوائل من دخلوا في الإسلام وكان في السابعة عشر من عمره، ولم يسبقه في الإسلام إلا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعلي بن أبى طالب كرم الله وجه، وزيد بن حارثه رضى الله عنهم جميعا، وهو أحد الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راضي، وكان سعد رضى الله عنه، فارسا شجاعا ومن أمراء الرسول صلى الله عليه وسلم، وشهد بدرا وما بعدها، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية، وجده أهيب بن عبد مناف، عم السيدة آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولد في مكة سنة ثلاثة وعشرين قبل الهجرة، وكان ممن دعاهم أبو بكر للإسلام.

 

فأسلم رضى الله عنه مبكرا، وهو ابن سبع عشرة سنة، وكان سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه، وهو أحد الفرسان، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو أحد الستة أصحاب الشوري، ويتحدث الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص عن نفسه فيقول ولقد أتى عليّ يوم وإني لثلث الاسلام” يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا إلى الإسلام، وقد أعلن إسلامه مع الذين أعلنوه بإقناع أبي بكر الصديق وهم عثمان ابن عفان والزبير ابن العوّام وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله، ولم تعد حياة سعد رضى الله عنه، ضياعا في أحاديث التجارة أو اللغو، ولم يعد عمله في صنع السهام والقسيّ من أجل الربح، بل أصبح عمله جميعه موجها لهدف واحد، هو نصرة الدين، وإعلاء كلمة الله، والجهاد في سبيله بالمال والنفس والأهل والعشيرة.

 

فقد شهد مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، غزوة بُواط وكان يحمل لواءها، وغزوة أحد، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعتمده في بعض الأعمال الخاصة، مثل إرساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما بمهمة استطلاعية عند ماء بدر، وعندما عقد صلح الحديبية كان سعد بن أبي وقاص أحد شهود الصلح، وقد تولى سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه، مهمة قيادة جيش المسلمين في أصعب مرحلة من مراحل الحرب في بلاد فارس والعراق، فاستطاع بفضل الله أولا، ثم بكفاءته وقدرته القيادية وتوجيهات أمير المؤمنين وجيش يملؤه الإيمان أن يهزم الفرس هزيمة ساحقة في القادسية، ويقال أن بعد إسلامه قد أخفقت جميع محاولات رده وصده عن الإسلام، فلجأت أمه إلى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد.

 

وترد عزمه إلى وثنية أهله وذويه، ولقد أعلنت أمه صومها عن الطعام والشراب، حتى يعود سعد إلى دين آبائه وقومه، ومضت في تصميم مستميت تواصل إضرابها عن الطعام والشراب حتى أوشكت على الهلاك، وحين كانت تشرف على الموت، أخذه بعض أهله إليها ليلقي عليها نظرة وداع مؤملين أن يرق قلبه حين يراها في سكرة الموت، وذهب سعد ورأى مشهد أمه وهي تتعذب ولكن إيمانه بالله ورسوله كان قد تفوّق على كل شيئ، فقال لها تعلمين والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا، ما تركت ديني هذا لشيء، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي، فحلفت ألا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، فأنزل الله تعالي قوله في سورة العنكبوت ” ووصينا الإنسان بوالدية حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى