مقال

البراء بن عازب الخزرجي ” جزء 1″

البراء بن عازب الخزرجي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن تاريخ الصحابة الكرام يعد تاريخ حافلا بالأحداث والأمور المهمة ويعد الصحابي الجليل البراء بن عازب رضى الله عنه، هو أحد هؤلاء الصحابة الأفاضل، فقد صحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وسمع حديثه وشارك في غزواته وهنا نتكلم عن سيرة البراء ومشاركاته ومكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الكرام، حيث ينتمي البراء بن عازب إلى قبيلة الخزرج أخوة الأوس، ابنا ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن أمرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان، والأوس والخزرج هم الأنصار، الذين سموا بهذا الأسم نسبة إلى نصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، والبراء بن عازب رضي الله عنه، أسلم وهو صغير دون العاشرة من عمره.

 

وحاول حضور غزوة بدر وأحد فاستصغره النبي صلي الله عليه وسلم ورده فيهما، وأجاز رسول الله صلي الله عليه وسلم البراء بن عازب يوم الخندق وهو ابن خمسة عشرة سنة ولم يُجز قبلها، وكانت غزوة الخندق فى السنة الخامسة للهجرة، وهذا يعنى أن عمره عند الهجرة كان عشر سنين وأنه أسلم قبلها، وغزا البراء رضي الله عنه مع رسول الله صلي الله عليه وسلم خمسة عشرة غزوة، فهو الصحابي الجليل أبو عمارة البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري المدني، وقد استصغر يوم بدر، وأول مشاهده أحد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وله أحاديث كثيرة، فقد حدث عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وغيرهم، وعنه بعض الصحابة وجماعة من التابعين أنه مات بالكوفة أيام ولاية مصعب بن الزبير.

 

على العراق سنة اثنين وسبعون ﻫجريه، والبراء بن عازب بن حارث بن الخزرج الأنصاري ويكنى أبا عمارة، وقد ولد رضي الله عنه قبل الهجرة بعشر سنوات، وقال رضي الله عنه استصغرني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر أنا وابن عمر فردّنا فلم نشهدها، وقال محمد بن عمر أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة ولم يجز قبلها، وعن البراء بن عازب قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فصافحني فقلت يا رسول الله إن كنت أحسب المصافحة إلا في العجم قال نحن أحق بالمصافحة منهم ما من مسلمين يلتقيان فيأخذ أحدهما بيد صاحبه بمودة ونصيحة، إلا ألقى الله ذنوبهما بينهما، وعنه رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه.

 

أو اغبر بطنه يقول “والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزلن سكينة علينا، وثبت الأقدام إن لاقينا، إن الألى قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنة أبينا” ورفع بها صوته “أبينا أبينا” وتابع البراء بن عازب رضي الله عنه المشاركة فى القتال والجهاد فى سبيل الله تعالى وشهد معركة “تستر” مع أبى موسى الأشعري رضي الله عنهما سنة عشرين فى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتستر هى أعظم مدينة بخوزستان من بلاد فارس وجعلها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد فتحها من أرض البصرة لقربها منها، وشهد البراء بن عازب مع علي بن أبي طالب يوم الجمل وصفين وحضر معه قتال الخوارج فى النهروان، وروى البراء بن عازب رضي الله عنه جملة كثيرة من الأحاديث عن رسول الله صل الله عليه سلم مباشرة.

 

وروى عن أبيه وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم، وفي البخاري عن سعد بن عبيدة قال حدثني البراء بن عازب رضي الله عنهما قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبة ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول ” فقلت أستذكرهن وبرسولك الذي أرسلت قال ” لا وبنبيك الذي أرسلت ” وروى البخاري بسنده عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يحدث قال ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه، قال فسأله عازب عن مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخذ علينا بالرصد فخرجنا ليلا فأحثثنا ليلتنا ويومنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى