مقال

الدكرورى يكتب عن المسجد الحرام “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن المسجد الحرام “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

المسجد الحرام هو أول وأعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية وتتوسطه الكعبة المشرفة التي هو أول بناء وضع على وجه الأرض، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض، والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم، والمسجد الحرام هو هو أول المساجد الثلاثة التي تشد لها الرحال، فقد قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى” والمسجد الحرام قبلة المسلمين جميعا، إليه يتجهون في صلواتهم أينما كانوا، وكما يُسن للمسلم أن يزوره معتمرا كل عام إن استطاع، وقد خص الله تعالى هذا البيت بخصائص كثيرة، منها أنه جعله مثابة للناس، أي يثوبون إليه ثم يرجعون، ويقول الإمام ابن كثير إن الله تعالى.

 

يذكر شرف البيت، وماجعله موصوفا به شرعا وقدرا من كونه مثابة للناس، أي جعله محلا تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه، ولاتقضي منه وطرا، ولو ترددت إليه كل عام، استجابة من الله تعالى لدعوة خليله إبراهيم عليه السلام، ومن خصائصه الأمن في ربوعه، للناس والطير والحيوان، فصيده وقطع شجره حرام مطلقا على الناس، وكذلك القتال، وتغلظ الدّية على من قتل غيره خطأ في حرم مكة، وهي منة عظيمة امتن الله تعالى بها على أهل الحرم وهذا البيت موضع تعظيم المسلمين وتقديسهم جميعا، وأكبر سلاطين الإسلام وملوكهم يفخرون بأنهم خُدّامه، ويحملون لقب خادم الحرمين الشريفين ومكة المكرمة أشرف البلدان وخير الأماكن، والبلد الحرام وقد اختارها الله سبحانه وتعالى مهبطا للوحي وقبلة للمسلمين وجعل فيها العديد من المناسك لعباده.

 

ويرجع تاريخ تأسيس مكة المكرمة إلى ما قبل ميلاد النبي إسماعيل عليه السلام وقيامه مع أبيه النبي إبراهيم،عليهما السلام برفع أساسات الكعبة، وكانت مكة المكرمة في بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دمرت، أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد نبي الله نوح عليه السلام، وأصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن وادي جاف تحيط بها الجبال من كل جانب، وإلى هذا الوادي بدأ الناس بالتوافد والاستقرار فيه، بعدما تفجر بئر زمزم، عندما ترك النبي إبراهيم عليه السلام زوجته السيدة هاجر وابنه إسماعيل امتثالا لأمر الله تعالى، ومن ثم رفعت قواعد الكعبة، إذ حلت بمكة جماعة من قبيلة جرهم، وتضم مكة المكرمة العديد من المعالم الإسلامية المقدسة، من أبرزها المسجد الحرام وهو أقدس الأماكن في الأرض.

 

ذلك لأنه يضم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة، كما أنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، بالإضافة إلى ذلك، تعد مكة مقصد المسلمين في موسم الحج والعمرة، ومن أبرز المعالم في المسجد الحرام، الكعبة المشرفة، موضع تعظيم وإجلال الناس والولاة على مكة المكرمة، يعمرونها ويجددون بنيانها عند الحاجة، ويكسونها، ويحتسبونه فخرا، ويقع المسجد الحرام في مكة المكرمة، ويراد به الكعبة وما حولها من مطاف وساحات مجهزة للصلاة، ويشمل المسجد جميع التوسعات التي مرّت به على مرّ التاريخ، في قلب وادي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ويبلغ ارتفاع المسجد مئتان وسبعة وسبعين مترا فوق سطح البحر، ويطلق على المسجد الحرام العديد من الأسماء منها البيت العتيق، والبيت المعمور، والبيت الحرام، والحرم المكي، والحرم، والكعبة.

 

وغيرها من الأسماء، وقد بنى نبي الله إبراهيم عليه السلام، الكعبة المشرفة، ثم نادى في الناس للحج إليها، ثم اعتنى سكان مكة وغيرهم بالكعبة المشرفة، وعندما جاء الإسلام زادها تعظيما وتشريفا فقد بلغت مساحة المسجد الحرام في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ألف وربعمائة وتسعون مترا مربعا، وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حدث سيل فاقتلع مقام ابراهيم من مكانه، وتضرر بناء المسجد، فتمت توسعة المسجد، في ذلك الوقت ثم تلاها توسعة في عهد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم تلاها توسعات عديدة آخرها في عهد الحكومة السعودية ليستوعب المسجد مليون مصلي، وإن لمكة المكرمة مكانة عظيمة في الإسلام، فهي البلد الأمين، والبلد الحرام، وقد حرّم الله تعالى، على خلقه أن يظلموا فيها أحدا، أو يسفكوا فيها دما حراما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى