مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الديلمي ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الديلمي ” جزء 1″
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الإمام الديلمي هو الإمام أبو الفتح الديلمي الناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأبو الفتح الناصر الديلمي هو إمام للدولة الزيدية في اليمن حيث حكم من عام ألف وثماني وثلاثين، إلي عام ألف وثلاث وخمسين ميلادي من ديلامان إلى اليمن، وأبي الفتح كان سيد ولكنه ليس عضوا في الأسرة الحاكمة من بني الرسي، وكان قيامه في الديلم سنة ثلاثين وأربعمائة من الهجرة، وكان من أعلام الأئمة، وله البرهان في تفسير القرآن وهو أربعة أجزاء وقد جمع أنواع العلوم، والرسالة المبهجة في الرد على الفرقة الضالة المتلجلجة ويقصد الفرقة المطرفية، وتعود أصول الإمام الديلمي إلى زيد بن الحسن بن علي حفيد الخليفة علي بن أبي طالب، ولد ونشأ في ديلامان جنوب بحر قزوين حيث كان هناك أيضا جماعة الزيدية وبالتالي انتسب إلى هذه المدينة.

وصل أبي الفتح إلى اليمن في عام ألف وثماني وثلاثين، أو ما بعده وادعى إمامة الزيدية، في عام ألف وست وأربعين ميلادي قبل رجال قبائل حمدان له واستطاع اغتنام صعدة وصنعاء في العام نفسه، وقرر الحاكم الجديد تنظيم المرتفعات اليمنية وتعيين المسؤولين وجمع ضرائب الأرض والزكاة ولإقامته الدائمة استقر في جبل شديد التحصين بالقرب من ذيبين، وفي عام ألف وسبع وأربعين خضعت مجموعات آخرى من المرتفعات لأبو الفتح بما فيهم الأمير جعفر شقيق الإمام المهدي الحسين وزعيم الطائفة الزيدية الحسينية، ومع ذلك فإن سلطة الإمام على الأرض كانت مهزوزة، وكان جعفر وزعيم قبيلة بن أبي حاشد سقطوا وبالتالي خسر صنعاء مرة أخرى، وانسحب أبي الفتح إلى معقله في ذيبين حيث يقاتل جعفر، وكانت سلطاته قلت أمام سلالة الصليحية الشيعية الذي بدأ في التوسع في المرتفعات، وكان أبي الفتح ينتقل من مكان إلى مكان وحاول الحصول على دعم من دولة المماليك في زبيد.

وفي عام ألف وثلاث وخمسين وقيل في عام ألف وخمس وخمسين ميلادي تغلبت القوات الصليحية على قوات الإمام في نجد الجاه وقتل مع سبعين من اتباعه، وتم دفن الإمام القتيل في ردمان في منطقة عنس وصار قبره في وقت لاحق مهوى الحجاج، ومن بين كتاباته تعليقان قرآنيان اثنان ومجموعة من الأجوبة على الأسئلة القانونية والدينية، ويقال أن بعض وجهات نظر الدينية له أنه كان غريب الأطوار، ومن خلال تواجده في اليمن قد أثر على المذهب الزيدي والأدب من منطقة بحر قزوين، وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام أن له التصانيف الواسعة، والعلوم الرائعة، منها كتاب البرهان في علوم القرآن الذي جمع المحاسن والظرائف، واعترف ببراعة علم مصنفه المخالف والموالف، وله الرد العجيب على الفرقة المرتدة الطبيعية الغوية المسماة بالمطرفية المسمى بالرسالة المبهجة في الرد على الفرقة الضالة المتلجلجة، إلى قوله.

ودعا إلى الله سبحانه في الديلم، ثم خرج إلى أرض اليمن، فاستولى على أكثر بلاد مذحج وهمدان وخولان، وانقادت له العرب، وحارب الجنود الظالمة من المتمردة والقرامطة، وكان له من الفضل والمعرفة ما لم يكن لأحد من أهل عصره، ولم يزل قائما بأمر الله سبحانه وتعالى حتى أتاه اليقين، وقد فاز بفضل الأئمة السابقين، وتوفي شهيدا سنة نيف وأربعين أو خمسين وأربعمائة من الهجرة، بردمان بأرض مذحج، واستشهد الإمام في الوقعة المشهورة بينه وبين علي بن محمد الصليحي قائد الباطنية، وداعيتهم، واستشهد مع الإمام نيف وسبعون رحمهم الله ويسمى موضع الوقعة هذه نجد الجاح من بلد رداع بعنس مذحج مخلاف خولان، وقد قتل الإمام أيام علي بن محمد الصليحي هذا سنة ربعمائة وتسع وخمسين من الهجرة، والأمير الشهيد حمزة بن أبي هاشم المتقدم في ذكر والده كما هي القاعدة، وقد عجل الله سبحانه انتقام الصليحي آخر تلك السنة فقتله سعيد الأحول شر قتلة.

وقال الشاعر العثماني في ذلك مخاطبا لسعيد بن نجاح ورأس الصليحي بين يديه، يا سيف دولة دين آل محمد، لا سيف دولة خيبر ويهودها، وافيت يوم السبت تقدم فتية تلقى الردى بنحورها وخدودها، صبرا فلم يك غير جولة مردود، حتى انطفت جمرات ذات وقودها، ورأيت أعداء الشريعة شرعا، صرعى وفوق الرمح رأس عميدها، أوردتها لهب الردى وصدرت في ظلي مظلتها وخفق بنودها يا غزوة لعلي بن محمد، ما كان أشأم من صدى غريدها، بكرت مظلته عليه فلم ترح، إلا على الملك الأجل سعيدها، ما كان أقبح شخصه في ظلها، ما كان أحسن رأسه في عودها، سود الأراقم قاتلت أسد الشرى، يا رحمتا لأسودها من سودها، وأراد ملك الأرض قاطبة فلم، يظفر بغير الباع من ملحودها، أضحى على خلاقها متعظما، جهلا فألصق خده بصعيدها، وقد أشار بهذا البيت إلى ما جرى من أنه لما برز من قصره في سفره هذا صعد شاعره على موضع مرتفع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى