مقال

الشواطئ العربية تعج بالمتسللين

جريدة الاضواء

الشواطئ العربية تعج بالمتسللين

كتب / يوسف المقوسي

 

لسنا وحدنا. ننتمي الى عرب مهزومين. لا تصدقوا الاعلام. إنه صانع الوهم ومعمم “سعادة البؤساء.

فلسطين المصابة بالموت الحيوي، لها اشقاء اشقياء، من المحيط الى الخليج.

 

لسنا وحدنا. طموحنا ان ننجو من فلسطين . كنا نطمح ان ننجو بفلسطين راهناً. كم كنا اغبياء ومُدَّعون و”انقاذيون”. كوَّمنا كلاماً هشاً وركاماً من المفردات. آمنَا بالتغيير. راهنا على المستحيلات. ثم وقعنا في الخذلان. الناجون هم المتسلطون. كل ما انتجناه، اننا عرّيناهم وفاحت رائحة فسادهم. لكن بعد قليل، صار العيب والعار والنهب والتطيف والسقوط والانعدام، من فضلات الصراع المصيري الأكبر، والانخراط في المعادلات الدولية العظمى، ونراهن على الحل بواسطة المتصهينين الجدد .

 

تباً، لا يوجد اغبى منا. يكذبون علينا ونحن نصدق. فلسطين ليست ضحية اميركا ولا هي ضحية إيران، والصراع بين الإخوة يختبئ خلف هذا العهر الدولي. الحقيقة، ان تدمير السلطة الفلسطينية حصل بيد أحزابها وزعاماتها بلا استثناء، وبمعية إعلام، رتبته الاخلاقية، انه حذاء قذر يطأ العقول والنفوس. الإعلام، جبهات تصدير الاكاذيب، التي تتناولها “الجماهير” الحقودة، تنظيميا، وتستعد للمنازلة، وهي تعوي من الفقر والجوع والقلة والمرض والموت.

 

مع ذلك لسنا وحدنا. بؤساء العرب منتشرون من المحيط الى الخليج. ومعظم طموحهم ان يخلعوا احذيتهم على المطار او على الشواطئ، ويتسللوا الى اوروبا المرتكبة والى اميركا، الطاعون الدولي.

إذا قمنا بجولة على الشواطئ العربية المتاخمة للمتوسط، فماذا تلحظ؟ ولماذا لا يلحظ ذلك الإعلام “العربي”، الذي تُملى عليه الاخبار، من احذية الشرطة، وربطات عنق السفراء، وتجار الدم الذين يغسلون اياديهم من دماء شعوبهم.

الشواطئ العربية النائية تعج بالمتسللين العرب اليائسين من “اوطانهم” وبالحالمين بالإقلاع الى المجهول الاوروبي، ولو كان الغرق يوافيهم مع الامواج.

 

عُدُّوا معي: هل تعرفون اننا نصدر شعوباً عبر قوارب الموت والغرق؟

 

لبنان ناشطٌ في نقل اللبنانيين من جحيمهم الى سراب الضياع، إن سمح لهم البحر ومنحهم عفواً، فلم يغرقوا فيه. طرابلس تصدر شواطئها العشرات. الإعلام اللبناني اخرس. فقط، عندما حلت كارثة الغرق، ركض الاعلام، ثم تشتت في تعريف الاسباب. الحق، ايها اللبنانيون، على الغرقى. هكذا قيل مراراً. هم ضربوا الطراد. لا هو. وقد غرقوا لأنهم، صنعوا الكذبة المناسبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى