مقال

قال رب ارجعون

جريده الاضواء

قال رب ارجعون

بقلم / هاجر الرفاعي

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الذي لبس المجد وتكرم به بسم الذي تعطف بالعز وقال به بسم الذي أمرنا بإتباع أوامرة واجتناب نواهية فهؤلاء شرطان لمن أراد الفوز برضا المولى واما الذي يتبع أهواء من يضلونه عن سبيل الله وعن كلمة التوحيد وعن الخيرات من الاعمال والعبادات فذالك سيكون هو الخاسر دينه ودنياه واخراه فقال الله تعالى واصفا هذا النوع الذي لم يتبع ما امرة الله به بسم الله الرحمن الرحيم : “حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون **لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ” فالله عز وجل مبينا وموضحا ومفصلا لنا حال الضالين الكافرين الذين اتبعوا شهواتهم واضلوا وفسدوا وفسقوا في الارض بأنهم إذا أتى أجلهم وحانت ساعتهم سيصرخون نادمين ومتوسلين لله بأن يرجعوهم كي يعملون صالحا فيما مضى وفات ولكن هذه كلمة لا أصل ولافعل يتبعها لهذا امر الله عندما يجيئ يجيئ مقضي منفذ بالفور وهذا ما نص عليه القرطبي في تفسيره للآية 100 من سورة المؤمنون: “لعلي أعمل صالحا قال ابن عباس : يريد يشهد أن لا إله إلا الله . فيما تركت أي فيما ضيعت وتركت العمل به من الطاعات . وقيل فيما تركت من المال فأتصدق . و لعل تتضمن ترددا ؛ وهذا الذي يسأل الرجعة قد استيقن العذاب ، وهو يوطن نفسه على العمل الصالح قطعا من غير تردد . فالتردد يرجع إما إلى رده إلى الدنيا ، وإما إلى التوفيق ؛ أي أعمل صالحا إن وفقتني ؛ إذ ليس على قطع من وجود القدرة والتوفيق لو رد إلى الدنيا . كلا هذه كلمة رد ؛ أي ليس الأمر على ما يظنه من أنه يجاب إلى الرجوع إلى الدنيا ، بل هو كلام يطيح في أدراج الريح . وقيل : لو أجيب إلى ما يطلب لما وفى بما يقول ؛ كما قال : ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه . وقيل : كلا إنها كلمة هو قائلها ترجع إلى الله تعالى ؛ أي لا خلف في خبره ، وقد أخبر أنه لن يؤخر 

نفسا إذا جاء أجلها ، وأخبر بأن هذا الكافر لا يؤمن . وقيل : إنها كلمة هو قائلها عند الموت ، ولكن لا تنفع . ومن ورائهم برزخ أي ومن أمامهم وبين أيديهم . وقيل : من خلفهم . برزخ أي حاجز بين الموت والبعث ؛ قاله الضحاك ، ومجاهد ، وابن زيد . وعن مجاهد أيضا أن البرزخ هو الحاجز بين الموت ، والرجوع إلى الدنيا . وعن الضحاك : هو ما بين الدنيا والآخرة . ابن عباس : حجاب . السدي : أجل . قتادة : بقية الدنيا . وقيل : الإمهال إلى يوم القيامة ؛ حكاه ابن عيسى . الكلبي : هو الأجل ما بين 

النفختين ، وبينهما أربعون سنة . وهذه الأقوال متقاربة . وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ . قال الجوهري : البرزخ الحاجز بين الشيئين . والبرزخ ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث ؛ فمن مات فقد دخل في البرزخ . وقال رجل بحضرة الشعبي : رحم الله فلانا فقد صار من أهل الآخرة ! فقال : لم يصر من أهل الآخرة ، ولكنه صار من أهل البرزخ ، وليس من الدنيا ولا من الآخرة . وأضيف يوم إلى يبعثون لأنه ظرف زمان ، والمراد بالإضافة المصدر .فالذي يريد الفوز بالنعيم لا يوقع نفسه في المعاصي والمآثم والبغي والفسوق ثم يرجع نادما فالندم لا اصل له ولا يعقبة نتيجة أبدا فيا عباد الله اتقوا الله حق تقاته أبدا ما حييتم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى