مقال

الدكروري يكتب عن السحائب الثلاث وعذاب قوم عاد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن السحائب الثلاث وعذاب قوم عاد

بقلم / محمــد الدكــروري

لقد كان قد تخلف عن وفد قوم عاد حين دعا لقمان بن عاد وكان سيد قوم عاد، حتى إذا فرغوا من دعوتهم قام فقال ” اللهم إني جئتك وحدي في حاجتي، فأعطني سؤلي ” وقال قيل بن عير حين دعا، يا إلهنا، إن كان هود صادقا فاسقنا، فإنا قد هلكنا، فأنشأ الله لهم سحائب ثلاثا ” بيضاء وحمراء وسوداء ” ثم ناداه مناد من السحاب، يا قيل اختر لنفسك ولقومك من هذه السحائب، فقال اخترت السحابة السوداء فإنها أكثر السحاب ماء ، فناداه مناد، اخترت رمادا رمددا، لا تبق من آل عاد أحدا، لا والدا تترك ولا ولدا، إلا جعلته همدا، إلا بني اللوذية المهدى، وبني اللوذية بنو لقيم بن هزال بن هزيلة بن بكر، وكانوا سكانا بمكة مع أخوالهم، ولم يكونوا مع قوم عاد بأرضهم، فهم عاد الآخرة.

 

ومن كان من نسلهم الذين بقوا من عاد، وساق الله تعالى، السحابة السوداء فيما يذكرون التي اختارها قيل بن عير بما فيها من النقمة إلى عاد، حتى خرجت عليهم من واد يقال له المغيث، فلما رأوها استبشروا بها، وقالوا هذا عارض ممطرنا، ويقول الله تعالى “بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها” أي كل شيء أمرت به، وكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح فيما يذكرون امرأة من عاد يقال لها مهدد، فلما تيقنت ما فيها، صاحت ثم صعقت، فلما أن أفاقت قالوا ماذا رأيت يا مهدد ؟ قالت رأيت ريحا فيها كشهب النار، أمامها رجال يقودونها، فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، كما قال الله تعالى، والحسوم هو الدائمة.

 

فلم تدع من عاد أحدا إلا هلك، فاعتزل هود فيما ذكر لي ومن معه من المؤمنين في حظيرة، ما يصيبه ومن معه من الريح إلا ما تلين عليه الجلود وتلتذ به الأنفس، وإنها لتمر على عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة، وخرج وفد عاد من مكة، حتى مروا بمعاوية بن بكر وابنه، فنزلوا عليه، فبينما هم عنده إذ أقبل رجل على ناقة له في ليلة مقمرة مساء ثالثة من مصاب عاد، فأخبرهم الخبر ، فقالوا له أين فارقت هودا وأصحابه ؟ قال فارقتهم بساحل البحر، فكأنهم شكوا فيما حدثهم به، فقالت هذيلة بنت بكر، صدق ورب الكعبة وهذا رواه الطبرى فى التفسير، وحينما أشرف لقمان على القرية فإن لقمان قدم من سفر، فلقي غلامه في الطريق، فقال ما فعل أبي ؟

 

قال مات قال الحمد لله، ملكت أمري قال ما فعلت أمي ؟ قال ماتت قال، ذهب غمي، قال ما فعلت امرأتي ؟ قال ماتت، قال جدد فراشي، قال ما فعلت أختي ؟ قال ماتت، قال سترت عورتي، قال ما فعل أخي ؟ قال مات قال انقطع ظهري ” وأخيرا وبعد هلاك قومه، إستقر لقمان عليه السلام بالحبشة، حيث يتنقل بين قمم الجبال يصطاد الصقور فيدربها ثم يبيعها فيتعيش منها وهنا أرسل الله تعالى إليه جبريل عليه السلام فخيره بين النبوة و الحكمة، فقال أما وقد خيرتنى، فإنى أختار الراحة، ويعنى الحكمه، وصار يفتى الناس ويحكم بينهم حتى أرسل الله تعالى داود عليه السلام فامتنع و قال أما آن لى أن أكتفى و قد كفانى الله تعالى، وصار يوجه الناس إلى نبى الله داود عليهما السلام، وللقمان عليه السلام لقاء مع داود عليه السلام، تعلم فيه صنعة الدروع منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى