القصة والأدبثقافة
أخر الأخبار

وصيه الندم

بقلم: اشرف محمد جمعه

قبيل الفجر بقليل يستيقظ سعيد الزوج على صوت زوجته وهي تتألم وتصرخ من الالم، فيه ايه مالك تعبانة يا سعيد هموت بطني وجعاني مش قادره سعيد قام وغير هدومه بسرعه.

وفي تلك الاثناء استيقظت هدير ابنتهم الوحيدة ذات 17 ربيعا ، وطلبت منهم الذهاب معهم الا ان الاب طلب منها البقاء هم هيروحوا المستشفى ويرجعوا على طول ، وبعد الوصول للمستشفى قاموا بإعطائها، مسكن وابلغ زوجها انها ستنام حتى الصباح لحين حضور طبيب متخصص. في الامراض الباطنة.

بالفعل خلدت الزوجة الى النوم وبمجرد وصول الطبيب طلب عمل فحوصات وتحاليل، الا ان الزوجة قد دخلت الى مرحله متأخرة، وبعد حوالي خمسه ايام من دخولها المستشفى يفاجئ سعيد باتصال تليفوني من المستشفى لسرعه الحضور.

ابلغوه بمجرد الوصول بالوفاه وكانت الفاجعة فقد توفت الزوجة وتألم كثيرا لفراقها ، ولم يبقى له الا ابنته التي كانت تبكي ليل نهار لفراق امها في الوقت الذي تستعد فيه للثانوية العامة.

وفي هذه الاثناء ظهرت سمر خاله هدير والاخت الصغرى للزوجة الراحلة، ودخلت واخذت تهون على هدير وعلى سعيد وكانت تقيم معهم في البيت ومعها طفلين هم ابنائها فهي مطلقه، وبالفعل كانت تعمل ما بجهدها من اعمال البيت لنيل رضا هدير وسعيد.

وبالرغم من ان الاطفال كانوا مزعجين الا ان الاب وابنته تغاضوا عن هذا ، وفي احد الايام خرجت هدير مع والدها لقضاء بعض الامور الا انهم بمجرد عودتهم وجدوا شيء غريب ، ان سمر تنام في غرفه نوم سعيد وهي ترتدي ملابس النوم الخاصة بأختها الراحلة.

وعندما شاهدها سعيد انزعج كثيرا ايه ده ايه اللي انت عاملاه ده، وكان تبريرها للموقف انها شعرت بالإرهاق بعد اعمال النظافة وارتاحت قليلا، ما فيهاش حاجه.

وهدير شعرت بأن الخالة تمهد للزواج من ابيها ، الا انها في احد الايام كانت خالتها غير موجوده بالمنزل سمعت والدها يتحدث تليفونيا مع احد اصدقائه، ويساله انه عايز يشوفها عنده في البيت في وجود زوجه صديقه.

علشان هو مش بيحب يروح الاماكن العامة، وبالفعل وفي الموعد استعد سعيد بأناقته المفقودة منذ رحيل زوجته ، وذهب وتقابل معها وجدها سيده جميله راقيه ومثقفه وشعر بالارتياح تجاهها واتفق معها انهم سيقيمون في شقته .

عند عودته ابلغ هدير برغبته في الزواج حتى يوفر الاجواء المناسبة بالمنزل وحتى يساعد ذلك هدير على المذاكرة، وصمتت هدير ولم تعلق وعادت الى غرفتها مسرعة واتصلت بخالتها لتبلغها بالأمر.

بالفعل كانت صدمه رهيبه لسمر ، والتي طلبت منها هدير ان يعملوا سويا على تطفيشها، وبمجرد بدايه اعمال النقاشة في المنزل ، قام الوالد بالاقتراح على ابنته ان تذهب الى خالتها لحين الانتهاء من هذه الاعمال .

وبالفعل بدأت الزوجة الجديدة ترسل حقائب فيها ملابسها الجديدة، وبدا الزوج في ادخال غرفة الاستقبال( الانتريه ) وبمجرد علم الخاله بذلك، فقد كان معها نسخه من مفتاح المنزل ذهبت في الوقت الذي لا يوجد فيه احد لا سعيد ولا العمال .

وقامت بأخذ البوية والقائها على الفرش الجديد ، وقامت بفتح الحقائب، ومزقت الملابس الجديدة وخرجت ،واغلقت باب الشقة خلفها، والاب عند عودته وجد ما حدث واتصل بابنته وسألها انت دخلت البيت انت او خالتك وكان ردها لا ابدا يا بابا .

فهم سعيد مضمون الرسالة، وقام بشراء عفش جديد وملابس جديده لزوجته وتزوج ، وكانت سمر الخاله في حاله من الغليان ، وبعد اسبوع من الزواج طلب سعيد من ابنته العودة و التي كانت على اتفاق مع خالتها على مضايقه الزوجة الجديدة بكل الطرق.

التعامل معها بشكل سيء زوجه الاب كانت تتعامل بحكمه وحنان وطيبه شديده مع هدير، ولكن الرد كان من هدير مش عايزه منك حاجه ما لكيش دعوه بيا، فقامت زوجه الاب بشراء بعض الملابس الجديدة الأنيقة غاليه الثمن الا ان هدير كان ردها ايه القرف ده .

وقامت بإعطاء هذه الملابس لأحدى صديقاتها ، وطوال عام كامل على هذا الامر مما اثر على درجات هدير في الثانوية العامة، وجعلها تحصل على درجات سيئه للغايه مما جعل الاب ينفعل عليها كثيرا من كثره مصاريف الدروس.

وكان حائط الصد والحماية لهدير هو زوجه الاب، واخبرته انها ستقدم لها في جامعه خاصه وعلى حسابها الخاص، وكان رد هدير مش عايزه منك حاجه سيبيني في حالي، وفي احد الايام سمعت هدير ابيها وهو يتكلم مع زوجته انها لابد من دخولها المستشفى.

بالفعل


وبعدها اكتشفوا انها مريضه، وفي حاله متأخرة بمرض لا علاج له، وبقيت عده ايام وطلب الاب من ابنته الذهاب للمستشفى وزيارتها الا انها رفضت وذات يوم عاد الاب حزينا وسالته ابنته مالك يا بابا قال لها ماتت.

وتسمرت اقدام هدير مكانها ودخلت غرفتها وابلغت خالتها تليفونيا، والتي كان صوتها كله فرحه وسعادة، وبعدها باقل من ساعه ارتدت الخاله ملابس سوداء وجاءت اليهم ودخلت البيت واخذت تواسي سعيد .

وبعدها بيومين عاد سعيد من الخارج والدموع تملا عينيه وفي يده ورقه ، واخذ ينادي على هدير وعندما جاءت اليه قال لها شايفه الورقه دي فيها ايه، قالت له فيها ايه قال لها اتنازلت قبل ما تموت عن كل املاكها وكتبتها باسمك.

وهنا لم تتمالك هدير نفسها من اللوم والبكاء عن كل ما فعلته معها وجاءت الخاله لتهدئتها ، وانفعلت عليها هدير وقامت بطردها من البيت وطلبت منها عدم الاتصال بها مرو اخرى.

انت السبب الست ما عملتش معايا حاجه وحشه وخليتيني اكرهها واعاملها وحش منك لله يا رب ارحمها واغفر لها وسامحني يا رب.

الخلاصة:-
– لابد من التفكير في الاسلوب المناسب للتعامل مع الاخرين.
– – لا يجوز رد المعروف بنكران الجميل.
– تمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى