مقال

الدكروري يكتب عن حكم صدقة الفطر

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن حكم صدقة الفطر
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر الخير والبركة شهر رمضان، وعن زكاة الفطر، وأما عن زكاة الفطر، فما حكم صدقة الفطر؟ وهى أن صدقة الفطر واجبة على المسلم عن نفسه وعن كل من تجب عليه نفقته إن وجد مالا فاضلا عن حاجته وحاجة عياله ليلة العيد ويومه، لخبر ابن عمر رضى الله عنهما حيث قال “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس، صاعا من تمر أو صاعا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، من المسلمين” رواه البخارى، وتقدر بحوالى اثنين ونصف كيلو جرام من القمح أو الأرز، وأما عن حكم تأخير صدقة الفطر إلى ما بعد يوم العيد؟ فإنه يحرم تأخير صدقة الفطر عن يوم العيد، فإن أخّرها عن يوم العيد عصى.

وعليه القضاء على الفور لتأخيره من غير عذر، لأن ذمته تبقى مشغولة فلابد له من إبراء ذمته، وأما عن حكم دفع زكاة الفطر نقدا؟ وهو أن الأصل أن تخرج زكاة الفطر من غالب قوت البلد، وتقدر زكاة الفطر باثنين كيلو ونصف عن كل شخص، ومن السهل إعطاء هذا المقدار من الأرز للفقراء والمساكين وهذا هو الصحيح فى كل المذاهب الإسلامية، وأجاز فقهاء الحنفية دفع القيمة نقدا، لأنه أنفع للفقير وأيسر على المزكى، ولكن هل تجب زكاة فطر على الجنين؟ فإنه لا يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنينِ، إلا إذا وُلد قبل مغيب شمس آخر يوم من رمضان، وأما عن حكم دفع الزكاة وصدقة الفطر إلى الأخ الفقير؟ فإنه يجوز دفع الزكاة وصدقة الفطر إلى الأخ الفقير لأنه من الأصناف الذين تعطى لهم الزكاة.

ولكن كيف يحكم بدخول شهر رمضان؟ فإنه يحكم بدخول شهر رمضان بإكمال شهر شعبان ثلاثين يوما، أو رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شعبان، ويسن تحري الهلال، ويجب العمل بما أعلنت عنه الجهات الرسمية التي وكل إليها هذا الأمر، وهل يجوز أن أصوم برؤية بلد غير بلدى؟ فإنه يجب الالتزام برؤية البلد التي أنت فيها، وماذا يفعل مَن صام ببلده ثلاثين يوما فانتقل لبلد لا زال أهله صائمين؟ وهو من أتم الصيام في بلده ثم سافر إلى بلد آخر فوجدهم صائمين وافقهم في صوم آخر الشهر، وإن أتم ثلاثين يوما فيمسك معهم وإن كان معّيدا، لأنه صار منهم، ولو سافر صائم إلى بلد فوجدهم معيّدين مفطرين فإنه يوافقهم لأنه صار منهم ولا قضاء عليه، إلا إن صام ثمانية وعشرين يوما فيقضي يوما.

وماذا يفعل مَن صام فى بلد ثمانية وعشرين يوما فانتقل لبلد عيّد أهله؟ فإنه من صام فى بلده ثم انتقل إلى بلد عيّد أهله يعيّد معهم، فإن كان مجموع ما صام تسعة وعشرين فلا شيء عليه، وإن كان مجموع ما صام ثمانية وعشرين وجب عليه قضاء يوم لأن الشهر لا يكون ثمانية وعشرين، ولكن متى يكون الدعاء أرجى للقبول، أيكون قبل الفطور في رمضان أم بعده؟ فإن الدعاء مستجاب في جميع الأحوال، وهذا من فضل الله وكرمه على عباده، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما إن يعجّل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها” رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى