مقال

الدعاء سلوى المحزونين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الدعاء سلوى المحزونين

بقلم / محمــــد الدكـــروري

الأربعاء الموافق 25 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إن الشهيد هو رجل السماء في الأرض، فهو يرسم طريق الحياة للناس من بعده بدمه، ويخطط الحياة العزيزة الكريمة عن طرق ومطالب تختلف عن طرق ومطالب الآخرين، وإنها طريق الله والنبوة الكريمة، ومطالب الملائكة والصديقين من السماء لأهل الأرض، يطبقها هؤلاء الصحابة لتبقى حية نادرة في حياة الناس، فهذ هو الشهيد خيثمة أبو سعيد يقول للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى غزوة أحد يا رسول الله، إما أن يظهرنا الله عليهم، أو تكون الأخرى، وهي الشهادة التي أخطأتني في غزوة بدر، فلقد بلغ من حرصي عليها يا رسول الله أني استهمت أنا وابني في الخروج إلى معركة بدر. 

ليبقى أحدنا يعول الأهل، وخرج السهم له وذهب إلى القتال في بدر، ورزقه الله الشهادة، وقد رأيت ابني البارحة في النوم وهو يقول لي الحق بنا يا أبتي، ورافقني في الجنة فقد وجدت ما وعدني ربي حقا، وهكذا يستمر في حديثه وهو يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه الإذن والدعاء له بالاستشهاد ثم يختم قوله لقد أصبحت مشتاقا إلى مرافقة ابني وإخوانه من الشهداء، كما أحببت لقاء الله فادع الله لي بالشهادة يا رسول الله، فإنه يجب علينا الإكثار من الدعاء، فإن الدعاء سلوى المحزونين، ونجوى المتقين، ودأب الصالحين، فإذا صدر عن قلب سليم، ونفس صافية، وجوارح خاشعة وجد إجابة كريمة من رب رحيم، فاحرص أخي التاجر الكريم على الدعاء في جميع الأوقات. 

وخاصة الأوقات الفاضلة، ولقد حثنا الله تعالى في كثير من آيات القرآن الكريم وكذلك نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة على الإكثار مِن الدعاء، فقال الله تعالى كما جاء في سورة البقرة ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن ربكم تبارك وتعالى حيِيّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا” رواه أبي داود، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه” رواه الترمذي، وكما يجب علينا أيضا أيها التجار المحافظة على إقامة الصلوات المفروضة جماعة في المساجد.

فإن إقامة الصلوات المفروضة جماعة في المساجد واجب على كل مسلم ذكر، بالغ، عاقل، قادر على الذهاب إلى المساجد، ولو بمساعدة الآخرين له، ولا يجوز التخلف عنها إلا لعذر شرعي، فإن الله تعالى قد أمر نبينا صلى الله عليه وسلم أن يصلي بأصحابه جماعة وهم في المعركة، وهذا دليل على أن وجوب صلاة الجماعة في حال الأمن من باب أولى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء” رواه البخاري ومسلم، وقال ابن حجر العسقلاني وأما حديث الباب فظاهر في كونها فرض عين لأنها لو كانت سنة لم يهدد تاركها بالتحريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى