مقال

جبل الطور ومنزلة مكة والقدس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن جبل الطور ومنزلة مكة والقدس
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، تظل سيناء هى الأرض التى باركها الله سبحانه وتعالى وذكرها فى كتبه السماوية وهى الأرض التى مر بها ولجأ إليها أنبياء الله، وتبقى هذه الأرض مسرحا لجميع الحضارات وملتقى لكل الشعوب حتى وإن كان الثمن باهظا أحيانا، وتتضمن سيناء الكثير من المعالم الدينية والأثرية التى لها تاريخها وذكرها القرآن، ووهب الله عز وجل منطقة جنوب سيناء بجبال لا يوجد مثلها فى العالم أشهرها جبل موسى الذى يوجد به الوادى المقدس طوى والذى تجلى عليه رب العزة وكلم من فوقه موسى وبجانبه أعلى قمة جبلية بمصر جبل سانت كاترين الذى سمى بهذا الاسم.

لوجود جثمان القديسة كاترين بالإضافة لجبل عباس وعشرات الجبال الملونة التى توجد بطابا ونويبع ودهب ولكن هذه الكنوز فى طى النسيان ولم تستغل رغم أنها كنوز مليئة بالخيرات والمعادن النادرة، والله سبحانه وتعالى كرّم جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس خيث قال تعالي ” والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين” والتين والزيتون ترمز للقدس وطور سينين وهو جبل الطور بسيناء والبلد الأمين وهى مكة المكرمة وقد أطلقت أسماء عديدة على الجبل المقدس بسيناء الذى تلقى عنده نبى الله موسى ألواح الشريعة منها جبل موسى وجبل الطور وجبل الشريعة وتعددت الآراء فى تحديد موقعه لدرجة أن البعض اعتقد أنه خارج سيناء وهذا بعيد تماما عن الواقع والنصوص الدينية.

وخط سير رحلة الخروج بسيناء وأما الآراء التى ذكرت أنه بسيناء فانحصرت معظمها فى جبلين جبل موسى الحالى وجبل سربال بوادى فيران الذى يبلغ ارتفاعه ألفان وسبعة أمتار فوق مستوى سطح البحر وسبب ذلك أن جبل سربال كان مقدسا قبل رحلة خروج بنى إسرائيل وكانوا يحجون إليه واسم سربال مأخوذ من سرب بعل وتعنى نخيل المعبود بعل إشارة إلى نخيل وادى فيران فى سفحه أى ارتبط اسمه بالوثنية مما ينفى تماما أنه جبل الشريعة، وسيناء هي أرض الأنبياء والديانات، بدءا من الخليل إبراهيم عليه السلام الذى عبرها، ونبي الله موسى عليه السلام الذى أقام بها مع شعب بنى إسرائيل فترة من الزمن، والعائلة المقدسة التى عبرتها وهى فى طريقها إلى مصر.

وقد اجتاز أرض سيناء أبو الأنبياء الخليل إبراهيم عليه السلام مع زوجته السيدة سارة وابن أخيه لوط عليه السلام وكان ذلك عام ألف وثمانئ مائة وتسعون قبل الميلاد، وتزوج هاجر المصرية، كما اجتازها نبي الله يوسف عليه السلام ” وكان ذلك عام ألف وسبعمائة وثمانون قبل الميلاد، الذى التقطه بعض السيارة وباعوه إلى عزيز مصر كما مر بها أبوه نبي الله يعقوب عليه السلام وأولاده الأسباط عند قدومهم للحياة فى مصر عام ألف وسبعمائة وسته قبل الميلاد، وكما مر بها نبي الله أيوب، عام ألف وثلاثمائة قبل الميلاد، ونبي الله شعيب الذى عاش بين أرض مدين وأرض سيناء عام ألف ومائتان وخمسون قبل الميلاد، كما عاش على أرضها نبي الله موسى عليه السلام الذى ناجى المولى عز وجل.

من فوق جبل الطور وعلى أرضها الطاهرة تلقى الرسالة ونزلت آيات الله لليهود عام ألف ومائتان وثماني عشر قبل الميلاد، وخرج بالتوراة من مصر وأخوه هارون كما تقابل مع الخضر فى جنوب سيناء عند مجمع البحرين وكما أن فى أرض سيناء عاش النبى داوود عليه السلام وكان ذلك في عام ألف وخمسة قبل الميلاد، وحمل أناشيده وقام اليهود بترتيلها فى صلواتهم وأطلقوا عليها مزامير داود وكما أن النبى صالح عليه السلام قد عاش بين سيناء ومدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى