مقال

ما جاء في حق الخليفة معاوية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ما جاء في حق الخليفة معاوية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد إن مما يعين على الثبات والمحافظة على النعمة أن يكون له من إخوانه الطيبين وأصفيائه الصالحين من يكثر ملازمتهم ويكونون عونا له وأنتم تشاهدون كيف أننا في مثل هذا المجتمع في هذه البلاد أنه إذا اجتمع المسلمون فيما بينهم فإنهم يتقوون ويزدادون إيمانا ويكون ذلك أعظم لثباتهم وأن لا تضمحل شخصياتهم وأن لا تزل بهم الأقدام، فهذه النعمة العظيمة ينبغي على المؤمن أن يحافظ عليها، فقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.

إن من تقوى الله جل وعلا أن يُذكر فلا ينسى وأن يُعبد فلا يكفر وأن يُشكر فلا يكفر وأن يعبد ولا يشرك به جل وعلا شيئا” وروى محمد بن اسحق الاصبهاني بسنده عن مشايخه ان الامام النسائي رحمه الله خرج إلى دمشق فسئل عن معاوية ما يروى من فضائله فقال اما يرضى معاوية ان يخرج رأسا برأس حتى يفضل وفي رواية ما اعرف له فضيلة الا لا اشبع الله بطنه، وقال العلامة العيني في شرح البخاري فان قلت قد ورد في فضله ويعني معاوية أحاديث كثيرة قلت نعم ولكن ليس فيها حديث يصح من طرق الاسناد نص عليه اسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما فلذلك قال يعني البخاري باب ذكر معاوية ولم يقل فضيلة ولا منقبة وقال خاتمة الحفاظ محمد بن علي الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة في الاحاديث الموضوعة.

اتفق الحفاظ على انه لم يصح في فضائل معاوية حديث، أما الاحاديث الموضوعة في فضل معاوية بن أبي سفيان فكثيرة وإيرادها لغير بيان وضعها مما لا يجوز لأنه كذب محض على النبي صلى الله عليه وسلم وإيراد الشيخ ابن حجر الهيثمي جانبا منها في كتابيه السابق ذكرهما في معرض الاحتجاج والاستدلال غير محمود والله يغفر لنا وله وأما الاحاديث الضعاف في فضله فثلاثة أو اربعة ولا حجة بالضعيف كما علت وقول المحدثين والاصوليين ان الحديث الضعيف يؤخذ به في المناقب وفضائل الاعمال فذلك حيث كان لذكر منقبة مجردة لا يترتب عليه حكم ما فلا ينبني عليه تصويب ذي خطأ ولا تبرير ذي اثم ولا يعارض بها صحيح ولاحسن ونحوه ولا يخصص بها عام ولا يقيد بها مطلق.

فأحتجاج انصار معاوية بها نفخ في رماد، وجاء في حق معاوية حديث غريب اخرجه الترمذي في الجامع وحسنه عن عبدالرحمن بن ابي عميرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر معاوية “اللهم اجعله هاديا مهدايا واهده واهدبه ” ومنتهى سند هذا الحديث عبدالرحمن بن ابي عميرة وقد قال ابن عبد البر حديثه مضطرب لا يثبت في الصحابة وهو شامي ومنهم من يوقف حديثه هذا ولا يرفعه ولا يصح مرفوعا عندهم، وقال سعيد بن عبد العزيز اختلط في آخر عمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى