مقال

العقبة الأكبر أمام الزواج

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن العقبة الأكبر أمام الزواج
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 15 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد اعلموا يرحمكم الله إن العقبة الأكبر أمام الزواج هى الإسراف والمبالغة في التكاليف، فحينما أحيطت بعض حفلات الأفراح بهالة من التكاليف والمبالغات، التي تضخمت حتى أصبحت عقبة كأداء، قد تتجاوز تكاليفها قيمة المهر، فهى تكاليف باهظة، ونفقات مذهلة، وعادات فرضها كثير من الناس على أنفسهم، تقليدا وتبعية، ومفاخرة ومباهاة، وإسرافا وتبذيرا، وتعظم المصيبة إذا اقترنت هذه التكاليف بشيء من المنكرات والمعاصي من اختلاط بين الرجال والنساء.

وجلب للمغنين والمغنيات بالمعازف وآلات الطرب، وتضييع الصلوات، وكشف للعورات، وتعرى في لباس الحفلات، ناهيك عن التصوير العلنى والخفى؟ فأى بركة ترجى، وأى توفيق يُؤمل، إذا استفتحت الحياة الزوجية من أول ليلة بالمنكرات، ومعصية رب الأرض والسماوات، الذي بيده مفاتيح القلوب، ولا يملك أسباب السعادة والتوفيق إلا هو سبحانه وتعالى، ألا يعدّ هذا الإسراف المحرم كفرا بالنعمة، وبطرا وتمرّدا على المنعم سبحانه؟ ألا نعتبر بأحوال إخوان لنا فى العقيدة، في بقاع شتى من العالم، لا يجدون ما يسد رمقهم، ولا ما يواري عوراتهم، بل ولا ما يدفنون به موتاهم؟ ولقد جاءت شريعتنا الغراء بتيسير أمور الزواج والحث على الاقتصاد فيه، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” خير النكاح أيسره ” روى أبو داود.

وما نريده لأبنائنا وبناتنا هو تيسير الزواج، والمساعدة على الإحصان والعفاف، والحرص على الأكفاء ذوى الدين والخلق، مع البعد عن التكاليف والمبالغات التي تقصم ظهور الشباب، وتصدهم عن الزواج، وعلى الوجهاء والعلماء والأثرياء، أن يكونوا قدوة لغيرهم في هذا المجال، وعلى وسائل الإعلام نصيب كبير في بث التوعية والتوجيه في صفوف أبناء المجتمع، ولكل الآباء والأولياء نقول اتقوا الله فيما ولاكم، واحرصوا على تزويج أبنائكم وبناتكم، ولا تعرّضوهم للعنوسة أو الفتنة والانحراف لا قدر الله، فإننا إذا وضعنا العراقيل أمام الزواج، فلا نلم إلا أنفسنا إذا انتشر الانحلال والدعارة من المعاكسات والعلاقات المشبوهة والسفرات المحرمة، في زمن تعاظمت فيه ألوان الفساد وأنواع الفتن.

مما تبثه القنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية التي تفجر براكين الجنس، وتزلزل ثوابت الغريزة، وتهدم قيم الأمة وأخلاقها وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم “إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لما فيه الصلاح والفلاح، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وخذ بنواصينا للبر والتقوى، اللهم انصر المجاهدين في فلسطين، اللهم كن لهم لا عليهم وأيدهم بجنودك وعونك يا معين، اللهم احقن دمائهم وأمنهم في ديارهم واصلح أحوالهم وانصرهم نصرا عزيزا مؤزرا واجعل الدائرة على أعدائهم، يا قوي يا عظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى