مقال

الهمة العالية والطموح الرفيع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الهمة العالية والطموح الرفيع
بقلم / محمـــد الدكــروري

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المقرب والحبيب، خلقه نعمة، ومبعثه رحمة، وشمس سنته لا تغيب، نظره لحظ، وكلامه وعظ، واللفظ منه لا يريب، نوره يخطف الأبصار، ومسجده علم ومزار، وأنفاسه مسك وطيب، من سلم عليه رد عليه السلام، ومن صلى عليه فهو من الجنة قريب، من رآه في المنام فقد رآه، ومن بايعه فقد بايع الله، ومن دعا عند قبره أجيب، من نال شفاعته اجتاز، ومن شرب من حوضه فاز، فلا عتاب ولا تأنيب، هو تاج أولي العزائم، وقدوة لكل صائم وقائم، وباتباعه تحلو الحياة وتطيب، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما وسعه علم الحساب من تربيع وتكعيب، وكلما أثنى عليه شاعر أو أديب، وطالما عرف حقه عالم أو نجيب.

وعلى الصحب والآل وكل من انتسب إليه من بعيد أو قريب، ثم أما بعد، فإن أكمل المؤمنين إيمانا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع معه المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ” وقال صلى الله عليه وسلم ” إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ” وكما قال صلى الله عليه وسلم قال ” إن من خياركم أحسنكم خلقا ” وقال تعالى كما جاء في سورة النساء ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ” وكما قال تعالى كما جاء في سورة الأحزاب ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا “

ويقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ” قدر الرجل على قدر همته” فالهمة العالية تنبت طموحا رفيعا، والطموح الرفيع ينبت نجاحا باهرا، والثقة بالنفس من المقومات الرئيسة لكل من ينشد النجاح، ويمكن تعريفها بأنها “الإيمان بما تملك من قدرات ومواهب وإمكانات، ومن ثم صهر هذه القدرات في بوتقة الحياه، وعن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه قال رأيت أخي عمير بن أبي وقّاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلي الله عليه وسلم، يوم بدر يتوارى ، فقلت ما لك يا أخي؟ قال إني أخاف أن يراني رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فيستصغرني فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة، قال فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّه، فبكى فأجازه، فكان سعد رضي الله عنه يقول.

فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره، فقتل وهو ابن ست عشرة سنة، وعن سليمان بن بلال رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى بدر أراد سعد بن خيثمة وأبوه جميعا الخروج معه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمر أن يخرج أحدهما، فاستهما، فقال خيثمة بن الحارث لابنه سعد رضي الله عنهما إنه لابد لأحدنا من أن يقيم، فأقم مع نسائك، فقال سعد لو كان غير الجنة لآثرتك به، إني أرجو الشهادة في وجهي هذا، فاستهما، فخرج سهم سعد فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فقتله عمرو بن عبد ودّ، فمن أَحب اللذة ودوامها، والعيش الطيب، فليجعل لذة الدنيا موصلة إلى لذة الآخرة، بأن يستعين على فراغ قلبه لله، فيخلص في عبادته.

ويتناول ما يعرض له من ملذات الدنيا على أساس الاستعانة والقوة على الطاعة والعبادة، لا لمجرد الشهوة والهوى، حتى وإن كان ممن لم يدرك لذات الدنيا وطيباتها، فليجعل ما نقص منها زيادة في لذة الآخرة، ويجاهد في منع نفسه منها بالترك ليستوفيها كاملة في الآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى