مقال

المؤمنين والبنيان المرصوص

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن المؤمنين والبنيان المرصوص
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 25 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد لقد امتدح الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على سمو أخلاقه فقال ” وإنك لعلي خلق عظيم” وذلك الخلق العظيم ظهر من خلال معاشرته للناس، ولقد سئلت عائشة رضي الله عنها كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت “كان خلقه القرآن” أي بمعني كان عاملا بأخلاق القرآن وآدابه ممتثلا حكمة الله في إنزال القرآن ليتدبر ويعمل به، فكان أولى الناس وأولهم عملا به وامتثالا لأوامره سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.

واعلموا يرحمكم الله إن هناك فرق أساسي بين ولاية المؤمنين وولاية الكافرين، فولاية الكافرين مبناها على التعصب والهوى واللجاج، ولذلك فالله سبحانه وتعالى يقول ” المنافقون والمنافقات بعضهم أولياء بعض” وأيضا يقابلها في الآية الأخرى ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض” وبادى الرأى قد يخيل للإنسان أن كلمة من هنا أبلغ، فكيف عبر الله عز وجل عن علاقة المنافقين بأن بعضهم من بعض، أقوى من علاقة المؤمنين؟ كلا، وإنما السر والله تعالى أعلم، أن علاقة المنافقين ليست مبنية على منهج وطريق صحيح يتوالون فيه، بل القضية مبنية على الهوى والتوافق على الباطل، أما أهل الحق فولايتهم مبنية على الحق، فهم أولياء لبعض في الحق، ولذلك لو تخلى أحد منهم عن الحق تخلوا عن ولايته.

وكذلك لو أخطأ إنسان لما كانت ولايتهم له موجبة لموافقته في الخطأ، ولذلك قال تعالى ” بعضهم أولياء بعض ” فهي ولاية نبوية بصيرة، وليست ولاية عمياء على مجرد الهوى، وإنه لا بد فى كل عصر وفى هذا العصر بالذات، وقد رأينا جميعا كيف يتوالى أعداء الإسلام على حربه لا بد من التعاون بين المسلمين على البر والتقوى، كما أمر الله عز وجل فقال تعالى ” إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص” فهل تجد أبلغ من هذا الوصف والتشبيه؟ كأنهم بينان مرصوص، والبنيان المرصوص لا يمكن أن يجد فيه ثغرة ينفذ منها، أو يتسلل منها، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى الأشعري ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا “

ونحن الآن لو وجد الواحد منا قطعة فى الشارع لكان من السهل أن يحملها أو يكسرها، لكن حين يأتي إلى جدار مكون من مجموعة من اللبنات، فلو حاول أن يدفعه لما استطاع، لأن هنا انضمت اللبنة المفردة إلى أختها فاكتسبت قوة جديدة، وأصبح من غير الممكن للإنسان أن يدفعها، وهذا سر من أسرار التعاون الذي أمر الله تبارك وتعالى به المؤمنين، فلا بد أن يتقي المؤمنون الله عز وجل بألا ينشغل بعضهم ببعض، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، وسائر بلاد المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم إنا نسألك بفضلك ومنتك، وجودك وكرمك أن تحفظ بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى