مقال

مواضع يحرم فيها إلقاء السلام

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن مواضع يحرم فيها إلقاء السلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن تحية الإسلام وهي السلام، وأما عن إلقاء السلام على من في الحمّام؟ فإنه لا يجوز إلقاء السلام على من بداخل الحمام، ويحرم على الموجود داخله رد السلام، وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه حتى أقبل على الجدار فمسح وجهه ويديه، ثم رد عليه السلام” رواه مسلم.

وقال القرطبي لا ينبغي أن يسلم على من يقضي حاجته، فإن فعل لم يلزمه أن يرد عليه، وأما عن إلقاء السلام على من لا يسمع؟ فإذا سلم المسلم على مسلم أصمّ لا يسمع، فينبغي أن يتلفظ بلفظ السلام لقدرته عليه، ويشير باليد حتى يحصل الإفهام، ويستحق الجواب، فلو لم يجمع بينهما لا يستحق الجواب، وكذلك لو سلم عليه أصمّ وأراد الرد، وجب عليه أن يتلفظ باللسان، ويشير بيده ليحصل به الإفهام، ويسقط عنه فرض الجواب، وأما عن إلقاء السلام على الأخرس، فهو إذا سلم أحدنا على أخرس، فأشار الأخرس باليد، سقط عنه الفرض لأن إشارته قائمة مقام العبارة، وكذلك لو سلم علينا أخرس بالإشارة، وجب علينا الرد باللفظ، وأما عن إلقاء السلام على الفاسق والمبتدع، فإنه يجب علينا أن ننصح الفاسق أو المبتدع.

بالحكمة والموعظة الحسنة، مع ذكر الأدلة الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن نسلك جميع السبل الممكنة في نصحه مع التحلي بالصبر، فإذا لم يتوقف الفاسق عن فسقه، والمبتدع عن بدعته، فإننا لا نسلم عليه زجرا له ولأمثاله، ولكن إذا سلم علينا وجب علينا رد السلام، وعن الحسن البصري، قال ليس بينك وبين الفاسق حرمة” رواه البخارى، وقال النووي يستحب هجران أهل البدع والمعاصي الظاهرة، وترك السلام عليهم، ومقاطعتهم تحقيرا لهم وزجرا، وأما عن إلقاء السلام على النساء من غير المحارم، فإنه يجوز إلقاء السلام على النساء من غير المحارم، بشرط ألا يترتب على ذلك فتنة، فإذا ترتبت فتنة حرُم إلقاء السلام عليهن.

فعن سهل بن سعد أنهم كانوا يصلون الجمعة ثم يأتون إلى عجوز في طريقهم فيسلمون عليها” رواه البخاري، وعن أسماء ابنة يزيد، قالت مرّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا” رواه أبو داود، وعن الحسن البصري قال “كن النساء يُسلمن على الرجال” فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لما فيه الصلاح والفلاح، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وخذ بنواصينا للبر والتقوى، اللهم انصر المجاهدين في فلسطين، اللهم كن لهم لا عليهم وأيدهم بجنودك وعونك يا معين، اللهم احقن دمائهم وأمنهم في ديارهم واصلح أحوالهم وانصرهم نصرا عزيزا مؤزرا واجعل الدائرة على أعدائهم، يا قوي يا عظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى