مقال

المتأمل فى أحكام الصيام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المتأمل فى أحكام الصيام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 4 مارس 2024
إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على امتنانه، ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلّ اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وإن المتأمل فى أحكام الصيام ستقابله حكم جليلة وأسرار شريفة لأجلها أمر المولى عباده أن يمتنعوا عن مأكلهم ومشربهم وشهواتهم، فالصوم في بادئ الأمر عبادة وإنما تنال الجنة بالطاعة وإنما يتمايز الناس بتعبدهم لرب البريات وبكسبهم للحسنات ومع هذا فالصوم مع ما فيه من بعض المشقة والصعوبة إلا أن الله لم يُرد بفرضه على العباد إلا اليسر وليس فى شرع الله عسر.

وإن مشقة الصيام محتملة وهي ليست مقصودة لذاتها وإنما هى ثمن قليل يدفعه الصائم لنيل عوض كبير ولن يبلغ المرء جنة ربه إلا على جسر من المشقة، وفى هذا يقول ابن القيم “قد استقرت حكمته سبحانه أن السعادة والنعيم والراحة لا يوصل إليها إلا على جسر المشقة والتعب، ولا يدخل إليها إلا من باب المكاره والصبر، وتحمل المشاق، ولذلك حف الجنة بالمكاره، والنار بالشهوات” ويقول “ولذة الدنيا والآخرة ونعيمها، والفوز والظفر فيهما، لا يصل إليه أحد إلا على جسر الصبر، والسيادة فى الدنيا والسعادة فى العقبى لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب، فحق للصائم أن يصبر على شدة صومه وليعلم أن الأجر على قدر المشقة والنصب وأن تعب يومه سيذهب عند فطره ومشقة صومه ستزول عند لقاء ربه، فإن من أفضل الأعمال الصالحة وأجلها عند الله تعالى الصيامز

فقد رغّب فيه الشرع وحث عليه، وجعله أحد أركان الإِسلام العظام، وأخبر جل وعلا أنه لا تستغنى عنه الأمم لما فيه من تهذيب الأخلاق، وتطهير النفوس، وحملها على الصبر، فالصيام فرض مكتوب وركن من كل مسلم مطلوب والصيام في أصله ليس باليسير وهو فى الصيف أكثر مشقة حيث طول النهار وحرارة الجو ومع هذا فاليقين المستقر لدى كل مسلم أن الله لا يأمر بشيء إلا لحكمة وأنه سبحانه قال في آيات الصيام كما جاء فى سوررة البقرة ” يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” وكم يجمل بنا ونحن فى زمن النهار الطويل أن نتأمل في حكمة أمر الله بالصيام لينشط المرء وينشرح المسلم وهو يؤدي هذه العبادة الجليلة؟ وعبر بوابة الصيام نتعلم الصبر والإرادة وفي مدرسة رمضان نتربى على الأخلاق والخصال الفاضلة ننهل من معينها التقوى.

نقرب فيها من المولى نتقلب في أبواب خير وطرق طاعة، فاسعد بصومك واستبشر أن بلغك ربك شهرك وافرح حين فطرك، ويعدّ صيام شهر رمضان فرضا على كل مسلم مكلف قادر، وركن من أركان الإسلام الخمس، كما ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” بنى الإسلام على خمس، شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان” ويحرَّم على المسلم الإفطار دون عذر، ويجب فى أعذار أخرى، كالحيض، والنفاس لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أليس إذا حاضت لم تصلى ولم تصم قلن، بلى قال ” فذلك نقصان فى دينها” فلا يصحّ الصيام من الحائض أو النفساء.

ويجب عليهما الفطر، ثم القضاء، ويعرف الحيض بأنه الدم الخارج من الرحم في أوقات محددة معلومة، وهو يدل على بلوغ الأنثى، أما النفاس، فهو الدم الخارج من المرأة بسبب الولادة إما قبلها بزمن يسير، أو خلالها، أو بعدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى