مقال

فضل قيام ليلة القدر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فضل قيام ليلة القدر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 25 مارس 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد، ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن أحكام الصيام في شهر رمضان وعن فضل قيام ليلة القدر، وتأتي أهمية قيام ليلة القدر أنها ليلة يحدد فيها مصير مستقبلك لعام قادم ففيها تنسخ الآجال وفيها يفرق كل أمر حكيم، فاحرص أن تكون فيها ذاكرا لله ومسبحا له أو قارئا للقرآن أو قانتا لله وأن تسأله السعادة في الدنيا والآخرة.

وإياك أن تكون فيها فى مواطن الغفلة، كالأسواق ومدن الملاهى ومجالس اللغو فيفوتك خير كثير، فقيام ليلة القدر، وهى إحدى ليالى الوتر من العشر الأخير من رمضان أفضل عند الله من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وذلك لقوله تبارك وتعالى “ليلة القدر خير من ألف شهر” أى ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا، وأن سبب تسميتها بليلة القدر، هو أنها سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أى ذو شرف وأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجرى في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه، وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله علية وسلم “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخارى ومسلم.

وأما عن علامات ليلة القدر، فقد ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة، فالعلامات المقارنة هى قوة الإضاءة والنور فى تلك الليلة، وهذه العلامة فى الوقت الحاضر، لا يحس بها إلا من كان في البر بعيدا عن الأنوار، وأيضا الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالى، وأن الرياح تكون فيها ساكنة أى لا تأتى فيها عواصف أو قواصف، بل بكون الجو مناسبا، وأنه قد يُرى الله الإنسان الليلة فى المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم، وأن الانسان يجد فى القيام لذة أكثر مما فى غيرها من الليالى، وأما عن العلامات اللاحقة، فأن الشمس تطلع فى صبيحتها ليس لها شعاع.

صافية ليست كعادتها فى بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبى بن كعب رضى الله عنه أنه قال، أخبرنا رسول الله صلى الله علية وسلم” أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها” رواه مسلم، وإن من فضل العشر الاواخر من رمضان، هو فضائل ليلة القدر، حيث أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، فقال تعالى” إنا أنزلناه فى ليلة القدر” وأنها ليلة مباركة، قال تعالى “إنا أنزلناه فى ليلة مباركة” ويكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، فقال تعالى” فيها يفرق كل أمر حكيم” وقد فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالى، فقال تعالى “ليلة القدر خير من ألف شهر” وتنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، فقال تعالى” تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى