مقال

قد تكون أفغانستان هى نقطة الإنطلاقة,,

قد تكون أفغانستان هى نقطة الإنطلاقة,,

كتب // وائل عباس

قد يظن العامة أن السياسة الهادئة لقوة عظمى بحجم الصين هى طبيعة شعب مسالم . وقيادة لا تهدف إلا إلى نمو أقتصادى ورفع مستوى معيشى لسكانها . دولة تعداد سكانها ثلث التعداد العالمى وأقتصادها أقتصاد ضخم فى نمو وازدهار . وشعب دؤوب يعمل كالنحل . استطاعوا فى فترة وجيزة أن يتنافسوا على القمة وماهو إلا القليل ويحتلوها عن جدارة . قد يظن العامة أن التنين لا يأكل إلا العشب ولا خطرا منه دوليا … ولكن . إن بعض الظن إثم .

أدركت دول العالم الغربى ذلك النمو الاقتصادي المذهل وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية أدركت المنحنى التصاعدي لنمو الأقتصاد الصينى وقوته الهائلة والذى يمكن أن يشكل عليهم ضررا على كل المستويات وخاصة التجارية منها . والتى بالتالى تؤثر على السياسة الدولية فصاحب الكلمة المسموعة دوليا هو الأقوى ليس فقط عسكريا ولكن أيضا أقتصاديا .

وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بأتخاذ خطوات بهذا الصدد لمجابهة هذا الخطر الأقتصادى الصينى . أولها تقليل الأنفاق العسكرى فقد رأت الولايات المتحدة الأمريكية أن قواعدها العسكرية وقواتها فى مناطق كثيرة من العالم يشكل استنزافا لقوتها الاقتصادية وان التوسع المفرط في استخدام القوة يؤدى إلى إنهاك الدولة ويضعف قدرتها على الإستمرار كقوة عظمى . فانسحبت من معظم قواعدها فى الخليج العربي ثم تباعا انسحبت من أفغانستان وتركت أسلحتها لمقاتلى حركة طالبان . مما دعى معظم دول العالم وشعوبها إلى الاستغراب كيف تخرج الولايات المتحدة الأمريكية بهذة الصورة المهينة . ولكن بواطن الأمور قد تنطوى على عكس ذلك . فالولايات المتحدة الأمريكية تعلم تماما أنها حتما ستأتى الساعة وينتفض التنين ليحكم العالم ولابد أن تأتى المواجهة العسكرية أو تطرح أو يلوح بها للحفاظ على مكانتها في المجابهة . وتعلم تمام أن الصين تستعد عسكريا من خلال تطوير أسلحتها التقليدية منها والنووية . وقامت الأقمار الصناعية العسكرية الأمريكية برصد تلك الصواريخ النووية وقد نصبت فى صحراء الصين .ولن تكون تلك الصورة للمواجهة فى صالح الولايات المتحدة الأمريكية . وهنا يجب تغيير صورة المواجهة لتكون غير مباشرة وحرب بالوكالة وذات طابع مخابراتى وهو ما قد تراه الولايات المتحدة الأمريكية هو الأنسب والأقل خسائر . لذا حافظت على حركة طالبان ودعمتها بالأسلحة على عكس ما تبدو الصورة وهو الانسحاب المذل من أفغانستان . ولكن الصورة الصحيحة هى تسليح مقاتلى أفغانستان ليكونوا هم جنود المعركة القادمة وقودها ضد الصين . وليس كما يتوقع البعض أن هذا الأرهاب سيكون موجها ضد دول الشرق الأوسط . بل أتوقع أن تبدء حربا إرهابية لمواجهة التنين الصينى تبدء من المناطق ذات الطبيعة السكانية المسلمة في الصين لتطالب بالانفصال تباعا . بمساعدة تمركزات حركة طالبان ورجالها . وتكون هذه خطة الإنهاك الأقتصادى للصين والحرب بالوكالة لتدمير ذلك التنين عوضا عن المواجهة المباشرة والتى لن تكون فى صالح الولايات المتحدة الأمريكية .

هذا ما أتوقعه

وربما تثبت الأحداث صحة تحليلى أو نفيه . ليس علينا سوى الترقب لنرى ما يعده التنين الصينى لغزو العالم وما أعدته دول العالم الغربى فى هذا الصدد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى