مقال

نفحات إيمانية ومع ذى القرنين وبناء الأوطان “جزء 9″،

نفحات إيمانية ومع ذى القرنين وبناء الأوطان “جزء 9″،

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

عزيزى القارئ ونكمل الجزء التاسع مع ذى القرنين وبناء الأوطان، ويقول المورخ الإيراني أبو الفضل البلعمي سموا الإسكندر، ذو القرنين لأنه وصل من قرن إلى قرن، وتسمى زوايا العالم بالقرن وإحدى الزوايا مكان شروق الشمس والزاوية الأخرى مكان مغرب الشمس وكل زاوية على حدة تسمى قرنا وتسميان قرنين مع بعضهما والله عز وجل سماه في القرآن ذو القرنين، وبينما ينكر ذلك أغلب علماء الدين الإسلامي، ويستدلوا بعدة أدلة، منها أنه لم يكن موحدا، وأن زمن الإسكندر الأكبر مختلف عن زمن ذي القرنين، فيذكر ابن كثير الدمشقي أنه بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة، أما الاختلاف الثالث فأن الإسكندر كان من اليونان، وذي القرنين من العرب.

 

كما يعتقد عدد من علماء المسلمين أن ذي القرنين كان في زمن الخليل إبراهيم عليه السلام، وقد ذكر الأزرقي وابن كثير الدمشقي أن ذا القرنين أسلم على يدي نبى الله إبراهيم عليه السلام وطاف معه بالكعبة هو وإسماعيل، ويقول ابن تيمية “وليس هذا الإسكندر هو ذا القرنين المذكور في القرآن كما يظن ذلك طائفة من الناس، فإن ذلك كان متقدما على هذا وذلك المتقدم هو الذي بنى سد يأجوج ومأجوج، وهذا المقدوني لم يصل إلى السد، وذاك كان مسلما موحدا وهذا المقدوني كان مشركا هو وأهل بلده اليونان كانوا مشركين يعبدون الكواكب والأوثان” ويعتقد البعض أن ذا القرنين المذكور في القرآن هو كورش الكبير، وكان أول من اقترح ذلك هو عالم اللغة الألماني ريدشولب.

 

لكنها فشلت في اكتساب متابعين بين العلماء الغربيين، لكنها لاقت رواجا من قبل العديد من العلماء والمعلقين الهنود والباكستانيين والإيرانيين فيعتقدون أن كورش كان موحدا، ويستدلون بسفر دانيال الذي يذكر أن ذا القرنين هو أحد ملوك مادي وفارس، وكان اليهود يُجلون كورش الكبير، لأن غزوه هو الذي تسبب في سقوط مملكة بابل وتحرير بني إسرائيل، وكانت القرون رمزا مألوفا للقوة في ممالك بلاد ما بين النهرين، وانتشرت غزوات كورش إلى سوريا وآسيا الصغرى في الغرب وإلى السند في الشرق، وامتدت مملكته إلى القوقاز في الشمال بينما يرى المعارضين لذلك أن شخصية كورش الكبير لا تنطبق مع الصورة التي رسمها القرآن لذي القرنين.

 

كقائد مؤمن مجاهد يحارب في سبيل الله، كذلك لم يُدعى قط كورش بلقب ذي القرنين، وأن كورش زردشتي حسب الآثار والنقوش التي تعود لعصره، ولا يوجد دليل على توحيده، فحسب أسطوانة كورش الشهيرة والتي كتبت بأمره بعد غزوه لبابل وتحريره لليهود، ذكر فيها أن كبير آلهة قدماء البابليين مردوخ أرسل قورش ليخلصهم من حكم الملك البابلي نبو نيد، وقد وردت بعض الآثار الإسلامية المنسوبة للصحابة والتابعين أن ذا القرنين أنه من ملوك حمير، وكان ملوك حمير التبابعة يحملون ألقاب بها حرف “ذو” مثل ذو نواس الحميري والملك سيف بن ذي يزن والملك ذو رعين الحميري والملك عمرو ذو غمدان، والملك عامر ذو رياش.

 

والملك إفريقيس بن ذي المنار والملكة لميس بن ذي مرع وغيرهم كثيرون، واختلفوا في اسمه فقالوا اسمه الصعب بن مرائد، وهو أول التبابعة، وهو الذي حكم لإبراهيم في بئر السبع، وفي خطبة قس بن ساعدة قال “يا معشر إياد، أين الصعب ذو القرنين، ملك الخافقين، وأذل الثقلين، وعمر ألفين، ثم كان كلحظة عين” ويُروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه سئل عن ذي القرنين من كان، فقال “هو من حمير، وهو الصعب بن مراثد، وهو الذي مكن الله له الأرض وأتاه الله من كل شي سببا” وقد سئل كعب الأحبار عن ذي القرنين فقال الصحيح عندنا من علوم أحبارنا وأسلافنا أنه من حمير، وأنه الصعب” وذكر المقريزي أن اسمه الصعب بن مراثد بن الحارث الرائش بن الهمال في سدد بن عاد بن منح بن عامر الملطاط بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى