مقال

نفحات إيمانية ومع الإنسان ما بين الكراهية والبغضاء “جزء2”

نفحات إيمانية ومع الإنسان ما بين الكراهية والبغضاء “جزء2”

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الإنسان ما بين الكراهية والبغضاء، وقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم مبينا وموضحا خطورة الحقد ” ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إصلاح ذات البين “رواه أبو داود وأحمد،لأن الصيام والصلاة والصدقة عبادات عظيمة، وإصلاح ذات البين نفعها متعدد منتشر، وقيل فإن فساد ذات البين تفسد ذات البين بأي شيء؟ يفسد ذات البين بالحقد والبغضاء والشحناء، وقال صلى الله عليه وسلم “إياكم وسوء ذات البين، فإنها الحالقة ” رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم “فإن فساد ذات البين هي الحالقة” رواه الترمذي وأحمد، ولكن ما هي الحالقة؟

 

فهى التي تحلق الإيمان كما تحلق الموس شعر الرأس، ولذلك فقال أبو الدرداء “ألا أحدثكم بما هو خير لكم من الصدقة والصيام؟ صلاح ذات البين، ألا وإن البغضاء هي الحالقة” رواه البخاري، والحالقة هي الماحية للثواب، ولذلك ورد في الرواية الأخرى ” دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر” رواه الترمذي، فحالقة الدين تحلق الدين كما يحلق الموس الشعر، وسمي الداء لأنها داء القلب، والحقد يؤدي إلى ثمانية أشياء وهى تمني زوال النعمة عمن تحقد عليه، والتشمت به إذا أصابه البلاء، ومهاجرته ومصارمته وإن طلبك، والإعراض عنه استصغارا له، والتكلم بالكذب والغيبة وإفشاء السر وهتك الستر في حقه.

 

ومحاكاته استهزاء به وسخرية منه، وإيذائه وإيلامه بما يؤذي ويؤلم بدنه من ضرب، وغيره، والتمنع من حق من قضاء دين أو صلة رحم أو رد مظلمة، وهذا كله من شؤم الحقد، وما يؤدي إليه الحقد، وكما جاء في الدعاء المأثور”اللهم إني أعوذ بك من خليل ماكر عيناه ترياني، وقلبه يرعاني، إن رأى حسنة دفنها، وإن رأى سيئة أذاعها” ولكن المعنى في هذا الخليل الماكر أى عيناه ترياني، وقلبه يرعاني، إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها، وهذا صفات الحاقد، إذا رأى حسنة كتمها، وإذا رأى سيئة نشرها، فهو يترصد، وإن الإسلام يتعاهد النفوس ليغسلها من أدران الحقد يوميا وأسبوعيا وفي كل عام، أما بالنسبة ليوميا.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون، وامرأه باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان متقاطعان، متدابران، متهاجران، متفارقان، متكارهان” رواه ابن ماجه وابن حبان، وهذا فى قول أخوان متصارمان لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم، أما بالنسبة لأسبوعيا، فعن أبى هريرة رضى الله عنهقال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال اتركوا، أو اركوا، هذين حتى يفيئا” رواه مسلم، فتعرض الأعمال على الله يغفر الله للمؤمنين.

 

إلا من بينه وبين أخيه شحناء ، ما في مغفرة، لماذا للشحناء؟أتركوا هذا حتى يفيئا، وفي رواية أيضا لمسلم، تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر فيها لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا” رواه مسلم، ويعني هذا أنه كم يفوته من الأجر العظيم؟ كل أسبوع وهما يومان في الأسبوع اثنين والخميس يقال أنظروا هذين حتى يصطلحا لا مغفرة لهذين حتى يصطلحا، حتى يفيئا كم بين الاثنين والخميس ؟ ثلاثة أيام، وكم بين الخميس والاثنين؟ إذن لا يجوز لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، وبالنسبة للشيء السنوي في موضوع الأحقاد..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى