مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الحكم أمية بن أبى الصَّلت “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع أبو الحكم أمية بن أبى الصَّلت “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع أبو الحكم أمية بن أبى الصَّلت، وتقول روايات أنه كان يهوديا وروايات اخرى تقول انه كان نصرانيا، وكان بعد نزول الوحي على النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، استدعي ورقة بن نوفل لبيت السيده خديجة بنت خويلد، فأقر للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالنبوة وقال له “هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى” ثم لم ينشب ورقة إلى أن توفي خلال بدايات ظهور دين الإسلام، وهو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن قصي، وهو ابن عم السيده خديجة بنت خويلد، زوجة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أن والده نوفل بن أسد هو أخ والدها خويلد بن أسد، وقيل أنه كانت فيهم أي العرب الملة الحنيفية الإسلامية.

 

والشريعة الإبراهيمية، ومن أهلها كان قس بن ساعدة الإيادي، وورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو من بني عدى، ومما يدل على اعتناق ورقة للتوحيد قوله لبعض أصحابه الذين رفضوا عبادة الأصنام” تعلمون، والله ما قومكم على دين، ولقد أخطأوا الحجة، وتركوا دين إبراهيم ما حجر تطيفون به؟ لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضر، يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين ” ومن هذا النص يتضح لنا أن ورقة كان على دين الخليل إبراهيم عليه السلام، ويدعو أصحابه أن يُثنوا أقوامهم عن عبادة الأصنام، وقد عُرف عن ورقة وبعض أصحابه أنهم يبحثون عن الحق دائما، ويشغلهم التفكر في أمور الدين، لذا فقد خرج ورقة ذات يوم هو وزيد بن عمرو بن نفيل.

 

ليسألا عن الدين، ورد في مسند الطياليسي، أنه خرج ورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل، فقال لزيد بن عمرو بن نفيل، من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ قال من بيت إبراهيم، قال وما تلتمس ؟ قال ألتمس الدين، قال ارجع، فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك، وعن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال ورقة بن نوفل لمحمد “أبشر ثم أبشر، ثم أبشر، فإنى أشهد أنك الرسول الذي بشر به عيسى برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد، فأنا أشهد أنك أنت أحمد، وأنا أشهد أنك محمد، وأنا أشهد أنك رسول الله، وليوشك أن تؤمر بالقتال وأنا حى لأقاتلن معك” فمات ورقة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” رأيت القس في الجنة عليه ثياب خضر”

 

وقد ورد عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه لما سُئل عن ورقة قال ” أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس” ويقول ابن القيم الجوزية في زاد المعاد ” وأسلم القس ورقة بن نوفل، وتمنى أن يكون جذعا إذ يخرج رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم قومه” وفي جامع الترمذي أن رسول الإسلام رآه في هيئة حسنة، وفي حديث آخر أنه رآه في ثياب بيض، وكان ورقة بن نوفل أول من بشَّر السيده خديجة بنت خويلد بنبوَّة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعدما أخبرته بما حدث أثناء سفر النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مع ميسرة بتجارتها إلى الشام، وما كان من أمر السحابة التي كانت تظله حتى دخل مكة.

 

قال لها “لئن كان هذا حقا يا خديجة، فإن محمدا لنبي هذه الأمة، وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي يُنتظر هذا زمانه” ولم يمض شهر أو أقل أو أكثر قليلا على هذا الكلام إلا وتزوجت السيدة خديجة بنت خويلد برسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان هذا هو ورقه بن نوفل، وأما عن عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو أحد الحنيفين الأربعة الذين تركوا عبادة الأصنام في الجاهلية قبل البعثة النبوية الشريفه، وهم ورقة بن نوفل وعبيد الله بن جحش وزيد بن عمرو بن نفيل، بالإضافة لعثمان بن حويرث، وقد ذكرهم ابن إسحاق حيث قال بعضهم لبعض تعلموا والله ما قومكم على شيء لقد أخطأوا دين إبراهيم، ما حجر نطيف به لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى