مقال

المعاصي والشهوات مع الصالحين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن المعاصي والشهوات مع الصالحين

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 11 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، لقد أطلق الله سبحانه وتعالى عدة أسماء على يوم القيامة، منها النبأ العظيم، والغاشية، والقارعة، ويوم الدين، ويوم البعث، والصاخة، والحاقة، ويوم الفصل، وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أن حديث القرآن الكريم عن يوم القيامة، وما له من أسماء يدل على أنه لا يمكن لأحد معرفة معانيها الحقيقية، وقد عرف عن يوم القيامة في القرآن بأسلوب الاستفهام من باب إبهام المعنى على القارئ، والسامع، وتعظيم شأن يوم القيامة، وتهويله، ومع أن العرب على علم في اللغة، إلا أنهم لم يدركوا معاني تلك الأسماء، مما يدل على أن معنى الألفاظ في اللغة يختلف عن المعنى الاصطلاحي لها. 

كما أن معاني أسماء يوم القيامة، مثل الحاقة، والقارعة نقلت من المعنى اللغوي إلى المعنى الغيبي فلا أحد يدرك حقيقة تلك المعاني إلا الله سبحانه وتعالي، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد إن المعاصي والشهوات والآثام والملذات كانت تعرض على الصالحين فلا يلتفتون إليها فكانوا يهددون بالموت فيختارونه فربهم أعظم عندهم من كل شيء، وهم مع كثرة أعمالهم وحسن أفعالهم إذا فجأهم الموت رجوا رحمة ربهم وخافوا من عقابه ولم يركنوا إلى أعمالهم، فلا بد من التناصح، والتواصي بالحق، والتعاون على الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل حلول العقوبة.

ويقول سبحانه وتعالى بعد الأمر بالصلاة ” ويؤتون الزكاة” فالزكاة حق المال، يجب على المسلم أن يؤدي زكاة أمواله إلى أهلها، مخلصا لله، راجيا ثوابه، خائفا من عقابه، سبحانه وتعالى، وقد بين الله أهلها في قوله تعالى ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين” ثم قال تعالى بعدها ” ويطيعون الله ورسوله” فبعدما ذكر سبحانة الصلاة والزكاة والموالاة بين المؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال “ويطيعون الله ورسوله” وهذا يعني في كل شيء، كما يطيعونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الصلاة والزكاة، يطيعونه في كل شيء، هكذا المؤمن والمؤمنة، يطيعون الله ورسوله، في كل الأوامر والنواهي أينما كانوا، ولا يتم الدين إلا بذلك، ثم يقول تعالى ” أولئك سيرحمهم الله” 

فأوضح سبحانه بذلك أن الذين استقاموا على دين الله وأدوا حقه وأطاعوه، وأطاعوا رسوله صلى الله عليه وسلم وهم المستحقون للرحمة في الدنيا والآخرة لطاعتهم لله وإيمانهم به وأدائهم حقه، فدل ذلك على أن المعرض الغافل المقصر قد عرض نفسه لعذاب الله وغضبه، فالرحمة تحصل بالعمل الصالح والجد في طاعة الله والقيام بأمره، ومن أعرض عن ذلك وتابع الهوى والشيطان فله النار يوم القيامة، فإحرص على الخير، وبادر إليه وكن من أهله، وأحذر الشر وأبتعد عنه وعن وسائله وأسبابه، وعليك بسؤال ربك والضراعة إليه أن يمنحك العون والتوفيق، فهذه الدنيا هي دار الابتلاء والامتحان، وهي دار العمل والإعداد للآخرة، فالله خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل لهم الرسل وأنزل عليهم الكتب، وأعطاهم عقولا وأسماعا وأبصارا، وابتلاهم بالشياطين، من الإنس والجن، والشهوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى