مقال

نفحات إيمانية ومع التقوي مفاتيح الفرج ” جزء 6″

نفحات إيمانية ومع التقوي مفاتيح الفرج ” جزء 6″

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع التقوي مفاتيح الفرج، فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتفكروا في حكم المولى في تصريف الأمور، وأنه المحمود على ذلك، المثني عليه، المشكور، واعلموا أن ما أصابكم من مصيبة، فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير، وأن هذه الشدة واللأواء لا بد أن يفرجها من هو على كل شيء قدير، ولا بد أن يبدل الشدة بضدها والعسر بالتيسير، بذلك وعد، وهو الصادق السميع البصير، فعودوا على أنفسكم بالاعتراف بمعاصيكم وعيوبكم، وتوبوا إليه توبة نصوحا من جميع ذنوبكم، وقوموا بما أمركم الله به، وهو الصبر عند المصائب، واحتسبوا الأجر والثواب، إذا أنابتكم المكاره والنوائب، وكونوا في أوقاتكم كلها خاضعين لربكم متضرعين.

 

وفي كل أحوالكم سائلين له كشف ما بكم ولكرمه مستعرضين، ووجهوا قلوبكم إلى من بيده خزائن الرحمة والأرزاق، وانتظروا الفرج وزوال الشدة من الرؤوف الرحيم الخلاق، فإن أفضل العبادة انتظار الفرج من الرحيم الرزاق، وإياكم أن يستولي على قلوبكم القنوط واليأس، أو تتفوهوا بالكلام الدال على التضجر والتسخط والإبلاس، فإن المؤمن لا يزال يسأل ربه ويطمع في فضله ويرجوه، ولا يزال مفتقرا إليه في جلب المنافع، ودفع المضار من جميع الوجوه، إن أصابته السراء كان في مقدمة الشاكرين، وإن نالته الضراء فهو من الصابرين، يعلم أنه لا رب له غير الله يقصده ويدعوه، ولا إله له سواه يؤمله ويرجوه، ليس له عن باب مولاه تحول ولا انصراف.

 

ولا لقلبه تلفت إلى غيره، ولا تعلق ولا انحراف، لا تخرجه السراء والنعم إلى الطغيان والبطر، ولا يكون هلوعا عند مس الضراء متسخطا للقضاء والقدر، يتمشى مع الأقدار السارة والمحزنة بطمأنينة وسكون، ويهدي الله لها قلبه، لعلمه أنها تقدير من يقول للشيء كن فيكون، فهذا عبد موفق قد ربح على ربه، وقام بعبوديته في جميع التقلبات، وقد نال السعادتين راحة البال، وحسن الحال والمآل، واكتسب الخيرات، فيقول ابن القيم رحمه الله إن من طبيعة الحياة الدنيا, الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها فهي دار الأدواء والشدة والضنك, ولهذا كان ما تتميز به الجنة عن الدنيا أنها ليس فيها هم ولا غم، ولهذا كان من سنة الله عز وجل بعد الشدة ومقاومة الظلم والظالمين والفاسدين والمستبدين.

 

وبذل أقصى الجهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقول ابن القيم رحمه الله إن من طبيعة الحياة الدنيا, الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها فهي دار الأدواء والشدة والضنك, ولهذا كان ما تتميز به الجنة عن الدنيا أنها ليس فيها هم ولا غم، ولهذا كان من سنة الله عز وجل بعد الشدة ومقاومة الظلم والظالمين والفاسدين والمستبدين وبذل أقصى الجهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هنا يأتي الفرج ويأتي بعد العسر، وكما في الأثر “لن يغلب عسر واحد يسرين ” ولكن للنصر والفرج مفاتيح ينبغي أن نعمل بها، ومن أول مفاتيح الفرج وأهمها هو قرع أبوب السماء بالدعاء والتضرع، فياصاحب الهم إن الهم منفرج ابشر بخير فإن الفارج الله.

 

اليأس يقطع أحيانا بصاحبه لاتيأسن فإن الكافي الله، فإذا بليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله، الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فإن الصانع الله، والله مالك غير الله من أحد فحسبك الله في كل لك الله، وإن الدعاء فضله عظيم كما قال صلى الله عليه وسلم ” إن الدعاء هو العبادة” رواه احمد والترمذي, وأفضل العبادة الدعاء ، كما قال صلى الله عليه وسلم ” أفضل العبادة الدعاء” رواه الترمذى وابن ماحه والبخارى، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام أعجز” صحيح الجامع , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء” صحيح الجامع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى