القصة والأدب

حدوتة “روض الفرج”

جريدة الاضواء

حدوتة “روض الفرج”

 

صبري الحصري

 

لما فكر الخديو “إسماعيل” في تخطيط مدينة القاهرة على نهج وشكل العواصم الأوروبية الكبيرة ، وإللي معروفة لحد دلوقتي بإسم بـ”القاهرة الخديوية” ، (وده كان في أواخر سنة 1863م) ، كان من أساسيات المشروع ده شيء مهم جدا ، وهو تغيير مجرى النيل القديم.

وإللي كان بيعدي بمناطق “بولاق الدكرور” ، و”الدقي” ، و”إمبابة” ، وفعلا ، إتحول المجرى ، وده عمل إنحسار في مية النيل عن المناطق إللي ع الضفة الشرقية ، وهنا بقى ظهرت أراضي إتسمت “طرح البحر” (النيل زمان كان بيتقال عليه “بحر” ، ولحد دلوقتي في الريف بيتقال عليه كده ، والأرض إللي كانت بتظهر من جفاف النيل كانت بتتسمى “طرح بحر”).

 

أرض “طرح البحر” في الحتة دي إتسمت بعد كده ب “#روض_الفرج”

 

كانت الأراضي دي (طرح البحر) أراضي زراعية لسنوات طويلة ، وسكن فيها عدد قليل من السُكان إللي إشتغلوا في زراعة الأرض أو في التجارات البسيطة ، زي تفريخ البيض وإنتاج الدواجن.

 

“روض الفرج” كمان تبقى الجار “الريفي” لمنطقة شبرا ، إللي كانت وقتها “منتجع ملكي”، بعد أما بنى فيها الوالي “محمد علي باشا” قصره المشهور.

وعشان القصر ده يبقى له مرافق تسهل الوصول ليه ، شق “محمد علي باشا” شارع طويل هو “شارع شبرا” الموجود لحد دلوقتي.

 

لكن النقلة الحقيقية ل”روض الفرج” جات بعد كام سنه كده من مد خطوط الترام في القاهرة.

 

في سنة 1903م ، دخل الترام المنطقة دي ، وكانت وسيلة مواصلات جديده وقتها (لإنه كان الغالب قبلها ركوب الحناطير والكارتات والجمال والدواب التانية).

 

في نفس الوقت ده بقى نزل ع المنطقة دي مجموعة من اليونانيين وراحوا عاملين جناين بفلوس (منتزهات يعني) ، وفتحوا قهاوي وكافيتريات ، وده كانت نتيجته إن البساتين الجميلة إللي كانت بتطل على طول شارع “شبرا” وشارع “روض الفرج” إتحولت لأراضي مباني ، وإتقسمت لقطع مباني وإتباعت للناس.

 

في سنة 1932م خدت “المصلحة التجارية المصرية” قرار إنها تعمل “ساحل الغلال” في روض الفرج ، (مينا لمراكب الحبوب يعني) ، وإللي كان يعتبر وقتها “ميناء القاهرة الشرقي” ، وكان بيرسى فيه المراكب إللي جايه م الصعيد أو وجه بحري ومليانه حبوب الغلة والسمنه البلدي والبلح والعسل والبصل والمواشي والخضر والفاكهة كمان.

 

وإتحولت المنطقة لسوق كبيييير منظم ، بيخدمه الميناء الصغير ده إللي ع النيل ، وكان الناس بيوصلوله بالترام.

 

وتعدي سنين ، وتيجي سنة 1947م ، قامت الحكومة عملت في “روض الفرج” ، سوق جملة للخضار والفاكهة ، وإتسمى “#سوق_روض_الفرج” ، وده ياسيدي عمل تغيير شامل في التركيبة السكانية في القاهرة القديمة ، لإنه زود عليها الهجرات الكتييييير من الريف والصعيد (فاكر فيلم”الفتوة” بتاع “فريد شوقي” و”زكي رستم باشا” ، بتاع القفا .

 

وتروح أيام الملكية ، وتيجي ثورة 23 يوليو سنة 1952م ، وإللي نفذت فيه قيادة الثورة مشروع “كورنيش النيل” ، وهنا بقى كانت “روض الفرج” نقطة أساسية على طريق كبير ، بيبدأ من نقطة “مر باسوس” إللي في أول طريق “القاهرة /إسكندرية الزراعي ، فا “ترعة الإسماعيلية” ، قبل كوبري “شبرا الخيمة” ما يتبني ، فا “روض الفرج” ، فا “شبرا”.

لحد ما توصل لكوبري “أبو العلا” (الله يرحم أيامه بقى ، إتفكك خلاص ، لو عايز تفتكر شكله ، فاكر أغنية “ضحكة عيون حبيبي” بتاعت “عمرو دياب”؟ أهو كوبري “#أبو_العلا” ده هو إللي إتصورت عليه الأغنية).

وتوصل مع الطريق الكبير ده لحد كوبري “قصر النيل” (كوبري الخديو “إسماعيل” أبو 4 أُسود ، وعشان “إسماعيل باشا” أفندينا هو إللي عمل الأسود ال4 دول في باريس ، فبقوا الناس بيسموا الكوبري (كوبري إسماعيل أبو السباع) ، ومنها بقى “إسماعيل أبو السباع” ، شفت بقى دلع “إسماعيل” “#أبو_السباع” جات منين

 

في سنة 1960م ، إتنقل الترماي لوسط شوارع القاهرة عشان يسهلوا حركة المرور.

 

وجات التسعينيات ، وقتها قررت الحكومة تفكيك “ترام القاهرة” ، عشان حايتعمل “#مترو_الأنفاق”.

وظهرت محطة مترو “روض الفرج” للوجود سنة 1996م ، مع المرحلة الأولى من الخط الثاني ، وإللي بيبدأ من محطة “شبرا الخيمة” لمحطة “رمسيس”.

 

وأخيرا دلوقتي بقى بيرتبط إسم “روض الفرج” بمحور طريق عملاق طوله حوالي 35 كيلومتر ، وفيه كوبري محور “روض الفرج” ، كوبري #تحيا_مصر ، وإللي سهل حركة السفر بين شمال وشرق الجمهورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى