مقال

ذكر الله تعالي 

جريدة الاضواء

ذكر الله تعالي

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله وسلم على نبي الهدى صلاة تشفع لنا يوم اللقاء إننا يا عباد الله يجب علينا في كل آن ومكان أن نذكر الله عزوجل فبذكر الله نروي ارواحنا وننير افئدتنا وكما قيل ما شاب على شئ مات عليه فلا تحسبن ان نطق الشهادتين عند طلوع السر الالهي أمر سهل ولكنه هو حصاد لما زرعته في الحياة الدنيا وحاشا لله ان نكون من الذين قال الله عليهم: “فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى” فنسأل الله الا نكون منهم ابدا وان نكون من الذين هدى الله فبهداهم اقتده.

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ” يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثَل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده” رواه البخاري ومسلم.

 

ويقول الله تعالي “إن بعض الظن إثم” وهذا مقام المؤمن عند الله سبحانه، ومنزلته الرفيعة عند الخالق الأعظم، فليس لأحد من الخلق أن يحط من قدر هذا المؤمن ، فيظن به شرا وسوءا، أو يتجسس عليه ويغتابه، وظن السوء خدش للعرض وهتك للحرمة، ونيل من الكرامة لذا نهى الله تعالى عنه بهذه الآية الكريمة، وقد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم أكذب الحديث فقال ” إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ”

 

ولنعلم جيدا أننا تحت رحمة الله وتحت رعايته فإذا أردنا أن نكون من الفائزين في الدنيا والاخره فما علينا الي السعي والاجتهاد للأخره لان الدنيا متاع “وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور” فنسأل الله الا نكون ممن الهتهم الدنيا عن ذكره ورضاه، ويجب علينا ان نسعي لنكون أحبة الله وخير وعباده، فمن أحب الله أحب الله لقاءه، فقال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه: “اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة اموالكم، واطيعوا ربكم فبذالك تدخلوا جنة ربكم” رزقنا الله وإياكم إياها ياارب العالمين.

 

وإن من فوائد الذكر هو الفوز برضا الله عز وجل، ورفعة المنزلة في الآخرة، وقد ورد عن بعض الصحابة كعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وغيره قالوا كان إدريس عليه السلام خياطا، يخيط الأقمشة، قالوا ما غرس الإبرة في مكان يعني ما بين الثقبين، إلا قال سبحان الله، فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء: يا إدريس، لأرفعنك مكانا عليا، فبكى وسجد، قال: ولم يا رب، وقد رفعتني في الدنيا رفعةً ما بعدها رفعة نبي من الأنبياء، ورسول من الرسل، قال: لقد نظرت إلى صحائف الناس كل ليلة فوجدتك دائما أكثر الناس تسبيحا واستغفارا.

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عَدْلَ عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتي أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك” رواه البخاري ومسلم.

 

وإن من فوائد ذكر الله تعالي هو اعتباره عند الله تعالى من الذاكرين: فقد صحّ عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال “مَن استَيقظ من الليل وأيقظ امرأتَه فصليا ركعتَينِ جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات” رواه أبي داود، وأيضا نقاء القلب، حيث قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه “لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل” وأيضا كسب الأجر والثواب الجزيل، ورضاء المولى عز وجل، ومحبة الله عز وجل للعبد، ومحبة العبد لخالقه سبحانه وتعالى، ومغفرة الذنوب والسيئات، وسعادة النفس وتذوق حلاوة الذكر ولذته، وحياة للقلب وطمأنينة، وانشراح الصدر، والثبات عند مواجهة الأعداء.

 

فها هو الفائز بالدنيا وبنعيم الاخره من يجعل دنياه كلها سعيا لكل طاعة وعمل صالح كي يفوز بجنة نعيم ويبتغي بكل عمل وجه الله فجددوا نيتكم بينكم وبين ربكم واسعوا الى ذكره ورضاه فهو الباقي عندما الكل يفنى وهو القريب والحبيب عندما الكل يتخلى وهو جل جلاله من يستحق الحب والسعى لرضاه لا غيره ونسأل الله لنا ولكم الهدى والتقى والقبول في الدنيا والاخره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى