مقال

تناوش زوجين تثبت صحة وجعنا بينكم مودة ورحمة

جريدة الاضواء

تناوش زوجين تثبت صحة وجعنا بينكم مودة ورحمة

 

★اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

 

نستمع إلى قصة أحد أصدقائي ونوادره ولكن ننتهى إلى عظمة الإحساس بالمودة والألفة والرحمة بين الزوجين .

يقول كنت متزوجا ، وكانت زوجتي قصيرة القامة وضعيفة البنية

مقارنة بي.أما أنا فقد كنت أتمتع بطول فارع و عضلات كثيرة..

فقد أعطاني الله جسماً رياضيا ضخماً ..

ولأن زوجتي كانت قصيرة كنت أضع لها المقالب كثيراً.. فأحياناً أقوم بالأختباء ثم أفزعها..

و أحيانا أسرق منها دفتر يومياتها و أقوم برفعه عالياً حتى لا تتمكن هي من الوصول إليه نظرا لقصر قامتها ..

وأحيانا أقوم بإزعاجها وهي تشاهد التلفاز أو تطبخ العشاء ..

لقد كنت مسمتعا بإزعاجها كثيراً فأنا أحب رؤيتها وهي تحاول النيل مني ولا تستطيع ذلك ..

أما بالنسبة لها كانت في البداية مستمتعة بذلك إلا أنني لاحظت أنها أصبحت تشمئز من أفعالي الصبيانية تلك..

وفي أحد الأيام نهضت باكراً من أجل الذهاب إلى العمل..فوجدتها تحضر الفطور فقمت بإفزاعها كالعادة .. ثم قالت لي بنبرة خوف شديدة « هذه المرة لن تجدني عندما تعود إلى المنزل مساءا ..

ظننت أنها تمزح معي..فهي كل مرة إخيفها فيها كانت تهددني بنفس الطريقة ..

 

•• وعند عودتي مساءا إلى المنزل ناديتها فلم ترد..و كررت ذلك مرارا ولكنها لم ترد..بحثت عنها في أرجاء المنزل ولم أجدها.. وعندما وصلت إلى المطبخ وجدتها قد علقت ورقة مكتوب فيها «إعتني بنفسك فأنا لن أعود»..

 

••شعرت حينها أن ساقاي لا يطيقان حملي.. أحسست بضعف شديد و برودة مدمرة في كل أنحاء جسمي..و أصبحت أضعف مخلوق على وجه الأرض حينها ..

وأدركت بعدها أن تلك الصغيرة القصيرة الضعيفة كانت مصدر قوتي.. وأنتي لا شيء من دونها .. أسندت ظهري على الحائط و جلست أتحسر ندما على ماكنت أفعل..إلى أن لمحت شيئا يتحرك تحت مائدة الطعام..

و سمعت ضحكات خفيفة .. نعم لقد كانت هي ..كانت تختبئ هناك .. فإندفعت إليها بكل قوة أحتضنها وأنا منهمر بالدموع.. أما هي فقد كانت تضحك وبشدة.. وإنقلب السحر على الساحر .. وأدركت حينها أنني بدون تلك الضعيفة أضعف مخلوق على وجه الأرض…

 

• فمن دلائل عظمة القرآن وإعجازه أنه حينما ذكر الزواج، لم يذكر الحب وإنما ذكر المودة و الرحمة والسكن سكن النفوس بعضها إلى بعض.. وراحة النفوس بعضها إلى بعض وقيام الرحمة وليس الحب.. والمودة و ليس الشهوة…

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً…} الروم: الأية 21.

 

• إنها الرحمة والمودة.. مفتاح البيوت والرحمة تحتوي على الحب بالضرورة.. والحب لا يشتمل على الرحمة، بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدوانًا.. والرحمة أعمق من الحب وأصفى وأطهر والرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة، ففيها الحب، و فيها التضحية، و فيها إنكار الذات، و فيها التسامح، و فيها العطف، وفيها العفو، وفيها الكرم…

وكلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية و قليل منا هم القادرون على الرحمة.

 

اذا كان حاضرهم هكذا فكيف كان ماضيهم. الحب ليس له عمر أبداً

هو بختصار وفاء رجل وإكتفاء أنثى وإلتزام بالوعد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى