مقال

الدكروري يكتب عن الكِبر حمق ورداءة عقل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الكِبر حمق ورداءة عقل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الكبر سبب من أسباب هلاك الأمم السابقة فبكبرهم وعنادهم طغوا وتجبّروا وظلموا وأفسدوا، تمردوا على خالقهم، واستنكفوا عن عبادته، وقاتلوا أنبياءه ورسله، وصدوا عن سبيله، فحق عليهم العذاب، وجاءهم الهلاك، وحل بهم الدمار ، والكبر سبب في الإعراض عن الحق، والبعد عن دين الله، والصرف عن آياته فالمتكبر لا يقبل الحق، ولا ينتفع بآيات الله، ولا تؤثر فيه موعظة ولا نصيحة، ولقد صرح القرآن الكريم بأن الإنسان بطبعه مجادل برغم وجود الحجج والبراهين الدامغة والآيات الساطعة والأمثلة المتعددة، والدافع من الجدال والمراء هو الكبر في نفوس بعض هؤلاء، وهو كبر يمنعهم من قبول الحق والعمل به.

 

وهكذا كانت تعيش الصحابة الكرام والرعيل الاول بعيدا عن المراء والرياء، ولم يحدد العلماء عدد الصحابة بدقة، بل ذكروا أنهم يزيدون على المائة ألف صحابي، وكلهم لهم الفضل والسبق، إلا أنهم يتفاضلون فيما بينهم، وقد وردت الكثير من الآيات الصريحة ، والأحاديث الصحيحة في فضائل الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، والثناء عليهم، فقال الله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة التوبه “والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم” وقال الله سبحانه وتعالى فى سورة الفتح.

 

“لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما” وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال” خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته” رواه البخارى ومسلم، فهؤلاء هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضى عنهم أجمعين، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم، وإذا تكلمنا عن الكبر فسنقول بأنه مرض خطير، وداء عليل.

 

لا يخلو منه كثير من البشر بنسب متفاوتة، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وموجب لغضب الرحمن، وسبب عظيم من أسباب الحرمان، حقا إنه الكبر فلا يليق بالمخلوق الضعيف أن يتكبر على الناس, ولا أن يدخله العُجب والغرور ، فالكِبر والعُجب داءان مُهلكان, لا يتحلى بهما إلا أراذل الناس، والكِبر حمق ورداءة عقل، فقيل لبعضهم ما الكِبر ؟ قال حُمق لم يدري صاحبه أين يضعه ولا يتكبر أحد إلا لشعوره بالنقص في داخله فالمتكبر ناقص مهزوز الثقة بنفسه يرى أن فيه عيبا ونقصا لا يزيله إلا بإظهاره للناس عكس ذلك فيتصنع الكبر والغرور ، فيرى أنه بهذا قد كمُل، وهو عند الناس في غاية الحقارة والمقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى