مقال

الدكروري يكتب عن وخير متاعها المرأة الصالحة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن وخير متاعها المرأة الصالحة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

هناك عبرة وعظة في قصة حقيقية ذهبت ضحيتها فتاة وقاست آلامها بسبب المغالاة، حيث تقدم رجل ثري لخطبة فتاة، وساوم عليها ودفع فيها مبلغا ماليا خياليا من أجل أن يحصل على هذه المسكينة التي لا حول لها ولا قوة والتي لا رأي لها عند جهلة الناس وعوامهم فقدم ذلك الخاطب مبلغا كبيرا فسال لعاب الأب وتحركت لديه شهوة المال فأجبرت الفتاة على الزواج الحتمي المغصوبة عليه وتم الزواج وما هي إلا أيام وليالي ثم يحصل الفراق ويقع الطلاق فكانت النتيجة دمار لهذه المسكينة وتحطيم لباقي حياتها، فهي مطلقة ومن يرغب بالزواج من المطلقة اليوم ؟ وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة” وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال. 

“أربع من السعادة المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق” وعن ثوبان قال لما نزل في الفضة والذهب ما نزل، قالوا فأي المالِ نتخذ؟ فقال صلى الله عليه وسلم “ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة” فالدين هو العنصر الأساس في اختيار الزوجة، ذلك أن الزوجة سكن لزوجها، وحرث له، وهي مهوى فؤاده، وربّة بيته، وأم أولاده عنها يأخذون صفاتهم وطباعهم، فإن لم تكن على قدر عظيم من الدين والخلق، فشل الزوج في تكوين أسرة مسلمة صالحة، أمّا إذا كانت ذات خلق ودين كانت أمينة على زوجها في ماله وعرضه وشرفه، عفيفة في نفسها ولسانها، حسنة لعشرة زوجها.

فضمنت له سعادته، ولأولاد تربية فاضلة، وللأسرة شرفها وسمعتها، فاللائق بذي المروءة والرأي أن يجعل ذوات الدين مطمح النظر وغاية البغية، لأن جمال الخلق أبقى من جمال الخَلق، وغنى النفس أولى من غنى المال وأنفس، والعبرة العبرة في الخصال لا الأشكال، وفي الخلال لا الأموال، ومن هنا فضّل الإسلام صاحبة الدين على غيرها، ولو كانت أمة سوداء، فقيل كانت لعبد الله بن رواحة أمة سوداء، فلطمها في غضب، ثم ندم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال ما هي يا عبدالله؟ قال تصوم وتصلي وتحسن الوضوء وتشهد الشهادتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “هذه مؤمنة، فقال عبدالله، لأعتقنها ولأتزوجنها، ففعل، فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا نكح أمة، وكانوا يفضّلون أن ينكحوا إلى المشركين رغبة في أحسابهم فنزل قوله تعالى.” ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم” وإن من المحرمات كذلك هي الزانية لقوله تعالى ” والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك علي المؤمنين” وللحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده “أن مرثَد بن أبي مرثَد الغنوي كان يحمل الأسارى بمكة، وكان بمكة بغي يقال لها عناق وكانت صديقته، قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناق؟ قال فسكت عني، فنزلت” والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك” فدعاني فقرأها عليّ وقال لا تنكحها” وللحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله” وقال الشوكاني “هذا وصف خرج مخرج الغالب باعتبار من ظهر منه الزنا، وفيه دليل على أنه لا يحل للرجل أن يتزوج بمن ظهر منها الزنا. 

وفيه دليل على أنه لا يحل للرجل أن يتزوج بمن ظهر منها الزنا ويدل على ذلك الآية المذكورة في الكتاب الكريم، لأن آخرها ” وحرم ذلك علي المؤمنين” فإنه صريح في التحريم، وقال الشنقيطي إن أظهر قولي العلماء عندي أن الزانية والزاني إن تابا من الزنا، وندما على ما كان منهما، ونويا ألا يعودا إلى الذنب، فإن نكاحهما جائز، فيجوز له أن ينكحها بعد التوبة، ويجوز نكاح غيرهما لهما، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لقوله تعالى في سورة الفرقان ” إلا من تاب وءامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما” فالتوبة من الذنب تذهب أثره، أما من قال إن من زنى بامرأة لا تحل له مطلقا ولو تاب، فقولهم خلاف التحقيق”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى