مقال

الدكروري يكتب عن ابن جبل الأنصاري يبيع متاعه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ابن جبل الأنصاري يبيع متاعه
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل معاذ بن جبل الأنصاري، وقيل أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم لما باع بن جبل متاعه حتى يقضى ديونه التى عليه فقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على اليمن ليجبره، فكان أول من تاجر في هذا المال، فقدم على أبي بكر الصديق، فقال له عمر، هل لك يا معاذ أن تطيعني؟ تدفع هذا المال إلى أبي بكر، فإن أعطاكه فاقبله، فقال له، لا أدفعه إليه، وإنما بعثني نبي الله صلى الله عليه وسلم، ليجبرني، فانطلق عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنهما، فقال خذ منه ودع له، فقال ما كنت لأفعل، وإنما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليجبره، فلما أصبح معاذ، انطلق إلى عمر بن الخطاب، فقال ما أراني إلا فاعل الذي قلت.

لقد رأيتني البارحة، أظنه قال، أجر إلى النار، وأنت آخذ بحجزتي، فانطلق إلى أبي بكر الصديق بكل ما جاء به، حتى جاءه بسوطه، فقال أبو بكر الصديق له هو لك لا آخذ منه شيئا، وفي لفظ آخر قال أبو بكر، قد وهبته لك، فقال عمر بن الخطاب هذا حين حل وطاب، وخرج معاذ عند ذلك إلى الشام، وعن عبد الرزاق عن معمر، فقال بدل أجر إلى النار، قال كأني في ماء قد خشيت الغرق فخلصتني، وعن معاذ بن جبل قال ” ما بزقت على يميني منذ أسلمت” وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال ” ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، قالوا يا أبا عبد الرحمن، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع، لأن الله تعالى يقول في كتابه ” ولذكر الله أكبر”

وعن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة، وكان من أصحاب معاذ بن جبل، قال كان لا يجلس مجلسا إلا قال الله حكم قسط تبارك اسمه، هلك المرتابون، فقلت لمعاذ، وما يدريني أن الحكيم يقول كلمة الضلالة ؟ قال بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه، ولا يثنيك ذلك عنه، فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورا” وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “ستهاجرون إلى الشام، فيفتح لكم، ويكون فيه داء، كالدمل أو كالوخزة يأخذ بمراق الرجل، فيشهد أو فيستشهد الله بكم أنفسكم، ويزكي بها أعمالكم ” اللهم إن كنت تعلم أن معاذا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه.

فأصابهم الطاعون، فلم يبق منهم أحد، فطعن في أصبعه السبابة، فكان يقول ما يسرني أن لي بها حمر النعم ” وعن عروة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، استخلف معاذ بن جبل على مكة حين خرج إلى حنين، وأمره أن يعلمهم القرآن والدين، وعن ابن عمر رضى الله عنهما، قال مر عمر بن الخطاب بمعاذ وهو يبكي، فقال ما يبكيك ؟ قال معاذ، حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن أدنى الرياء شرك، وأحب العبيد إلى الله الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك مصابيح العلم وأئمة الهدى” رواه الحاكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى