مقال

الدكروري يكتب عن حالة التراجع والإنهزام

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن حالة التراجع والإنهزام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 15 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد لقد تنوعت أساليب أعداء المسلمين في محاولة القضاء على هذا الدين او هذا الوطن ووجهوا إليه ألوانا من الأسلحة لغزوا المسلمين من كل جهة سواء كان غزوا المسلمين بالسلاح العسكري او غزوهم بالسلاح الفكري او غزوهم بالسلاح الخلقي او غزوهم بالسلاح العاطفي، غزوا المسلمين بالسلاح العسكري فأعلنوا الحرب على المسلمين وشنوا الغارة عليهم بأقوى الأسلحة فعلينا ان نعد لهم العدة وان نتمتع باليقظة والحيطة والحذر.

وان نعد العدة آلاتا ورجالا، وإن العجيب من الغرب وأعداء الإسلام أن تصهر في بوتقتها الهويات الأخرى، والمسلمون في حالة تراجع وانهزام، وهذا ما حدث بالفعل في الحروب الصليبية الأولى، وفي حروب التتار والمغول حتى تحول الغزاة الوثنيون إلى مسلمين، يحملون راية الإسلام، ويمكنون له في الأرض، وهذه الظاهرة أدركها الغرب المعاصر، ومن ثم وضع من الترتيبات والتدابير ما يحصن به العقل الغربي حينما يغزو بلاد الإسلام من الوقوع فيما وقع فيه السابقون، وهل كان الاستشراق إلا وسيلة من وسائل هذا التحصين الفكري للعقل الغربي، وأن الهدف الأهم من وراء الاستشراق هو إقامة حصن ثقافي قوي، تتحصن به الهوية الغربية إذا ما هجمت على دار الإسلام حتى تتفادى السقوط القديم في التأثر بالفكر الإسلامي.

ولم يقف خوف الغرب من الهوية الإسلامية عند القادة الثقافيين الفكريين، بل جاءت عبارات القادة السياسيين والعسكريين تبيّن مدى خوف هؤلاء أيضا من الهوية الإسلامية، وإن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، الذي يتكون من مجموعة أسر ترتبط بعضها ببعض، والمجتمع كله تقاس قوته أو ضعفه بقدر تماسك الأسرة أو ضعفها داخل المجتمع، وترجع قوة الأسرة أو ضعفها في المجتمع الإسلامي إلى مدى تمسكها بالدين الإسلامي، ويعد نجاح الأسرة هو أول مبشر بإستقامة المجتمع واكتماله، وإذا كان صلاح المجتمع مرهونا بصلاح الأسر التي يحتويها، فإن صلاح الأسرة أيضا مرهون بصلاح الأفراد التي تحتويها وتتكون منها، ومن هذا المنطلق حث الإسلام على رعاية كل عنصر من عناصر الأسرة.

ليكون قائما على مسؤولياته بأفضل ما يمكن، فوضع الضوابط للرجل كي يحافظ على حقوق زوجته من الظلم أو الضياع، ووضع الضوابط للزوجة كي تكون ضمن قوامة الزوج حفاظا عليها وحماية لها، ومنع من قتل الأب أو الأم لأطفالهما كما كانت عادة الجاهلية، إذ كانوا يئدون البنات، ويقتلون أولادهم خشية الفقر، فأنزل تعالى في القرآن الكريم قوله تعالى ” ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا” وهنا أشار المفسرون إلى لفتة لغوية مدهشة، تتجلى بأن الله تعالى يرزق الأبناء قبل أهلهم، فرزقهم يصل إليهم بتوفيق الله تعالى ثم يكون رزق الأهل بمعيتهم، وهو تحذير صريح موجه للحفاظ على الأسرة من الدمار والقتل، من ذلك تنطلق أولى الأساسيات المحافظة على تكوين الأسرة بحد ذاته، وعلى وجودها واستقرارها.

وفى ظل ما وصلنا إليه اليوم من الإنهيار الأخلاقى، وإنعدام الأخلاق إلا ما رحم الله عز وجل، لنا أن نتساءل عن الدوافع الموضوعية، الخارجية التي أسهمت بشكل فعال في انتشار هذه التقليعات، وتكاثر عدد من يتعاطاها ويتفاعل معها، وهي دوافع عديدة، نركز منها على الدافع الذي يعتبر الأقوى بين الدوافع الأخرى، وهو ضعف دور الأسرة في تنشئة الطفل على التدين الصحيح، الكفيل بوقايته من سرعة التأثر بالعادات الخارجية، والمؤثرات الدخيلة، فالطفل المسلم يجب أنه يُربّى على ممارسة أنشطته التعبدية كالصلاة التي يُؤمر بها لسبع، ويُضرب عليها وهو ابن عشر لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين” رواه أبي داود، والتدريب على الصيام مرة مرة، وبخاصة عند استغلال بعض المناسبات الدينية، كصوم يوم عاشوراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى