مقال

ابتعدوا عن المكاسب المحرمة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ابتعدوا عن المكاسب المحرمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 29 ديسمبر

الحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد، الحمد لله الذي خلق الخلق وأحصاهم عدد، الحمد لله الذي رزق الخلق ولم ينس منهم أحد، أحمده سبحانه وأشكره حمدا وشكرا كثيرا بلا عدد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد روي عن أنس مالك رضى الله عنه أن رجلا من الأنصار، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال أما في بيتك شيء ؟ قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء، قال صلى الله عليه وسلم ائتني بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال من يشتري هذين؟

فقال رجل أنا آخذهما بدرهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد على درهم، مرتين، أو ثلاثا، قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فأتني به، فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده، ثم قال اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوما، ففعل فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع” رواه أبو داود، وفي الحديث توجيه وحث على العمل وترك السؤال وتأنيب على البطالة والاعتماد على الآخرين.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه” فالعمل مهما كان أفضل من سؤال الناس لأن فيه حفظا لكرامة المسلم واستغناء عنهم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور” ففيه حث على العمل والبيع المشروع وأنه أطيب أنواع الكسب، وعمل الرجل بيده أفضل طريق لطلب الكسب الحلال ووقاية له من الحرام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده”

واعلموا يرحمكم الله إن الكسب الحرام عاقبته المحق ولو بعد حين تكفل بمحقه قيوم السموات والأرض وأشد من ذلك وأنكى الهلاك في الآخرة فهل نظرنا في أنفسنا كم من اللحم الذي نحمله في أجسادنا نبت من سحت؟ كم من اللحوم في أجساد زوجاتنا وأبنائنا نبتت من سحت؟ أنرضى أن تكون تلك اللحوم في النار؟ فالبدار البدار أحبتي لمن وقع منا في شئ من تلك المكاسب المحرمة أن يتوب إلى الله وينخلع منها قبل غرغرة الموت فإن ربكم رؤوف رحيم، فاللهم اغننا بحلالك عن حرامك، ويسر لنا في الأرزاق، وبارك لنا في أقواتنا، وقنعنا بما رزقتنا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا تجعلها تلهنا عن آخرتنا، ووفقنا لما ينفعنا في معادنا، وجنبنا الكذب والغش في معاملاتنا، وارزقنا الصدق والنصح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى