مقال

تحذير الإسلام من إرتكاب الفواحش

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تحذير الإسلام من إرتكاب الفواحش
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأربعاء : الموافق 7 فبراير 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد حذرنا الإسلام من إرتكاب الفواحش، ومن هذه الفواحش هو الزنا، والزنا من أبشع الفواحش التي حرمها الله جل وعلا وحرمها رسوله صلى الله عليه وسلم وأجمعت الأمة قاطبة على تحريمه وهو من أقبح المعاصي والذنوب على الإطلاق ومن أعظم الجرائم ومن كبائر الذنوب والمعاصي لما فيه من اختلاط الأنساب الذي يبطل بسببه التعارف والتآلف والتعاون على الحق وفيه هلاك الحرث والنسل.

لأنه اشتمل على هذه الآثار القبيحة والنتائج السيئة ورتب الله عليه حدا صارما وقاسيا وهو رجم الزاني بالحجارة حتى الموت إن كان متزوجا والجلد والتغريب إن لم يكن متزوجا ليحصل بذلك الإرتداع والإبتعاد عن هذه الفاحشة القبيحة والزنا من أكبر الكبائر بعد الكفر والشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اجتنبوا الكبائر وسددوا وأبشروا” رواه أحمد، وهو محرم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة الذي نقله كثير من أهل العلم، قال تعالى كما جاء في سورة الإسراء “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا” وقال صلى الله عليه وسلم “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن” متفق عليه، وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام.

“إذا زنى العبد خرج منه الإيمان وكان كالظلة فإذا انقلع منها رجع إليه الإيمان” قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، فجاء التحريم مواكبا لما تقتضيه الطبيعة البشرية ولما يسببه الزنا من أضرار وأمراض بالغة سواء العضوية أو النفسية أو الاجتماعية، فالزنا يسبب أمراضا خطيرة وفتاكة بالجسم ويؤدي إلى اضطراب المجتمعات وتفكك الأسر، ولا أدل على ذلك من التفكك والضياع الذي تعيشه معظم الأسر الغربية وانحلال الحياء بسبب اقتراف فاحشة الزنا، فمجتمع لا هم له إلا إشباع شهواته الغريزية ولذاته الجنسية ذاك مجتمع فاشل هابط ساقط ولا يأمن بعضه بعضا لاستفحال هذه الفاحشة فيهم، فهم معرضون لشديد عقاب الله وأليم عذابه، فعند إقدام الزاني على الزنا وعند قيامه به في هذه الحالة قد ارتفع الإيمان فوق رأسه فهو بلا إيمان.

ففي هذه الحالة انتفى الإيمان من قلبه وجوارحه حتى يترك هذه المعصية عياذا بالله من ذلك، فكيف إذا جاء ملك الموت لتنفيذ أمر الله وقبض الأرواح والزناة والزواني في هذه الحالة التي تغضب جبار السموات والأرض كيف سيكون المصير ؟ كيف وقد خرج الإيمان وجاء الموت ؟ على أي حال كان هذا الزاني وهذه الزانية ؟ إنهما كانا على حال تغضب الله العزيز الجبار شديد العقاب فالله يمهل للظالم ولا يهمله وإذا أخذه لم يفلته بل يأخذه أخذ عزيز مقتدر، قال صلى الله عليه وسلم “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ ” وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد” فهل هناك أقبح من أن يأتي رجل امرأة لا تحل له ؟ وهل هناك أفظع من أن يضع رجل نطفته في فرج حرام لا يحل له ؟

فكيف إذا داهم ملك الموت هؤلاء الزناة ؟ كيف سيكون الخلاص ؟ وأين المهرب والملتجأ ؟ وأين الناصرون ؟ وأين المنقذون ؟ وأين الآمرون بالزنا ؟ وأين شيطانهم الذي دفعهم لارتكاب تلك الفاحشة الشنيعة ؟ إن الشيطان الذي زين لهم القيام بالزنا وهون أمره في قلوبهم سيتخلى عنهم في ذلك الموقف العصيب الرهيب ومن ينفع إذا جاء الموت وغرغرت الروح وبلغت الحلقوم والله لن ينفع العاصي في تلك اللحظة أحد من الخلق أجمعين، فنسأل الله تعالي أن يحسن خاتمتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى