مقال

نفحات إسلامية ومع الخلافة الراشدة ” الجزء السادس عشر “

نفحات إسلامية ومع الخلافة الراشدة ” الجزء السادس عشر ”

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس عشر مع الخلافة الراشدة، وقد توقفنا عندما أبلغ أبا عبيدة بن الجراح سرا بنبأ وفاة الخليفة أبي بكر الصديق وعزل خالد بن الوليد، وتعيينه مكانه لقيادة الجيوش، إلا إن الأنباء لم تصل لخالد بن الوليد،إلا بعد فترة، وقد سارت الجيوش الإسلامية بعد أجنادين إلى دمشق، فتمكنت من فتحها، ثم خاضت معركة بيسان بعد محاولة فاشلة للتفاوض مع الروم فى العام الثالث عشر من الهجرة، وفتحت بعدها حمص وسهل البقاع، ثم التقى المسلمون مع الروم في معركة اليرموك، فاستمرت لستة أيام كاملة، وهزم فيها الروم هزيمة كبيرة، وبعد اليرموك انقسمت جيوش المسلمين من جديد إلى أربعة أقسام، فتولت فتح ما تبقَى من بلاد الشام.

 

وكان من بين المدن التي حاصرتها الجيوش هى مدينة القدس، فاستمر حصارها شهورا طويلة، حتى قررت الاستسلام، فأرسل قائدها يطلب الأمان، شرط أن يُسلم المدينة للخليفة عمر بن الخطاب بنفسه، فتردد الخليفة عمر بن الخطاب، وانقسم الصحابة في رأيهم بين مؤيد ومعارض لذهابه، إلا إنه قرر الذهاب، فاستلم مفاتيح المدينة في العام الخامس عشر من الهجرة، ودخل المسجد الأقصى وأم المسلمين فيه، وقد شهدت الدولة الراشدية في عهد عمر نكبتين فى العام الثامن عشر من الهجرة، حيث انتشرت المجاعة والقحط في المدينة واسودت الأرض من قلة المطر لتسعة شهور، حتى عُرف باسم عام الرمادة، وانتشر من جهة أخرى الطاعون في الشام بدءا من مدينة عمواس.

 

فعرف بطاعون عمواس، وبعد انتهاء فتح الشام، توجه القائد عمرو بن العاص منها إلى مصر لفتحها بعد الحصول على إذن من عمر، ففتح عدة حصون، ثم سار إلى حصن بابليون، فضرب عليه الحصار لستة شهور كاملة حتى تمكن من فتحه، وبعدها اختطت الفسطاط ثم الإسكندرية، وسار بعدها إلى برقة وهى حاليا شرق ليبيا ففتحها دون مقاومة كبيرة، ثم فتح طرابلس الغرب بعد حصار شهر واحد، وأراد بعدها فتح إفريقية وهى حاليا تونس إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يأذن له خوفا من توسع المسلمين السريع في بلاد مجهولة، فعندما تولى عمر بن الخطاب الخلافة، كان المسلمون قد انتصروا بالفعل في عدة معارك بالعراق وفارس، من أهمها هى ذات السلاسل.

 

والولجة وعين التمر، إلا أن قائد جيوش الفتح خالد بن الوليد استدعى بعد ذلك للسير إلى الشام، وأخذ معه نصف الجيوش الفاتحة، فتولى القيادة من بعده المثنى بن حارثة فى العام الثانى عشر من الهجرة، لكن بعد ذلك بعام واحد قام والى يدعى رستم فرخزاد بانقلاب في الدولة الساسانية واستولى على الحكم، فتمكن من إنهاء فترة طويلة من الصراعات الداخلية في الدولة، وبدأت موازين القوى بالتغير فخرج المثنى في أواسط العام الثالث عشر من الهجرة من العراق قاصدا المدينة، ليحدث الخليفة أبا بكر الصديق عن أحوال القتال ويطلب منه المدد لاستكمال الفتح، لكن عندما وصلها كان الخليفة أبو بكر الصديق على فراش الموت، فلما حدثه المثنى عن أحوال فارس.

 

استدعى عمر بن الخطاب، ووصاه بأن يندب الناس أى يدعوهم إلى الخروج للقتال مع المثنى كل يوم، وتوفي الخليفة أبو بكر الصديق بعد ذلك بأيام، وقد فعل عمر بن الخطاب ما أوصاه به الخليفة أبو بكر الصديق قبل موته، وتمكن من حشد جيش من ألف رجل من أهل المدينة، فأرسله إلى فارس، وبدأ عمر بن الخطاب بعد ذلك يحشد للحرب على الفرس، فأعلن النفير في الجزيرة العربية، وأخذ يتنقل بين قبائل العرب ليجمع المقاتلين، ويحمس الناس، ويرسل الإمدادات تباعا إلى فارس، واستعمل الوجهاء والخطباء والشعراء للتحريض على الفرس قائلا والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب، ومن كبرى المعارك التي خاضتها الجيوش التي حشدها عمر بن الخطاب هى معركة القادسية فى العام الخامس عشر من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى