مقال

نفحات إيمانية ومع مصر بلد الأمن والأمان ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع مصر بلد الأمن والأمان ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع مصر بلد الأمن والأمان، وأما أهل مصر فيكفيهم شرفا وفخرا أن الله عز وجل، اختار منهم الأنبياء، وجعل الله تعالى، الأنبياء يسكنون بين ظهرانيهم، فهذا الخليل إبراهيم شيخ الموحدين وأفضل المرسلين وجدّ خاتم النبيين، وقد أتى مصر مع زوجته السيده سارة، وتزوج هاجر المصرية، وأما من كان بها من الأنبياء عليهم السلام، فإبراهيم الخليل، وإسماعيل ويعقوب، ويوسف، واثنا عشر نبيا من ولد يعقوب وهم الأسباط وموسى وهارون ويوشع بن نون، وعيسى بن مريم، ودانيال، عليهم جميعا الصلاة والسلام، وأما من كان بها من الصحابة الكرام، فقد ذكر أهل العلم والمعرفة والرواية أنه دخل مصر في فتحها ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم، أكثر مائة رجل.

 

وقال يزيد بن أبي حبيب، أنه وقف على إقامة قبلة المسجد الجامع ثمانون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان منهم الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وفضالة بن عبيد، وعقبة بن عامر وأبو ذر، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن، وعمار بن ياسر، وعمرو بن العاص، وأبو هريرة وغيرهم من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، ويجب علينا أن نعلم أنه إذا ذكرنا المصريين ذكرنا الكعبة والبيت الحرام، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أرسل إلى عامله في مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة، فصُنعت الكسوة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وظلت كسوة الكعبة تصنع هناك.

 

ولم يتوقف ذلك إلا قبل قرابة المائة سنة، وإذا ذكرنا المصريين ذكرنا الحجاج والمعتمرين، فإن البعثة الطبية المصرية كانت في الحج لسنوات طويلة هي أبرز ما ينفع الحجاج في علاجهم، يأتون من أقطار الدنيا لأجل أن يلتقوا بهذه البعثة المصرية، وإذا ذكرنا المصريين ذكرنا الدفاع عن فلسطين، وذكرنا الجهاد والمجاهدين، فصلاح الدين أقام بمصر، وكثير من قواده منها، وأبرز المعارك مع اليهود قادها مصريون، إذا ذكرنا المصريين ذكرت أمَّنا هاجر زوجة الخليل ابراهيم عليه السلام، وهي أم إسماعيل جدّ رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهي مصرية من القبط، ومارية القبطية زوجة رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأم ولده إبراهيم مصرية أيضا، فإذا ذكرنا المصريين ذكرنا أخوال رسولنا.

 

وأصهار نبينا، فهي بلاد كريمة التربة، ومؤنسة لذوي الغربة، فكم لمصر وأهلها من فضائل ومزايا، وكم لها من تاريخ في الإسلام وخفايا، فمنذ أن وطئتها أقدام الأنبياء الطاهرين، ومشت عليها أقدام المرسلين المكرمين، والصحابة المجاهدين، وقد ذكر الله تعالى مصر في القرآن الكريم، وبيّن الله تعالى، اسمها صريحة في أربعة مواضع في كتابه تشريفا لها وتكريما، وليس هذا فقط، بل أشار الله تعالى، إلى مصر ولم يصرّح باسمها في ثلاثين موضعا من القرآن الكريم، وإن مصر هي الأرض الطيبة التي قال الله تعالى، عنها لما طهرها الله من فرعون وقومه، إن مصر فيها خزائن الأرض، وقد وصّى النبي صلى الله عليه وسلم، الأمة كلها بمصر وبأهلها.

 

فقال ” إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما ” وفي لفظ آخر” فإن لهم ذمة وصهرا” رواه مسلم، وفى النهايه أقول نعم إنها مصر، فإذا أردت القرآن وتجويده فالتفت إلى مصر، وإذا أردت اللغة والفصاحة فإنك ستنتهي إلى مصر، وإذا أردت الأخلاق الحسنة وحلاوة اللسان وحلاوة التلاوة والقرآن فالتفت لزاما إلى مصر، ولقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم، بأهل مصر، خيرا، فعن أبي ذر الغفارى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما ” وإن من وقت أن فتحت مصر وأصبحت هى قلعة الإسلام الأولى لصد أي عدوان على العالم الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى