مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الألباني ” جزء 5″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الألباني ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الخامس مع الإمام الألباني، وثانيا أن يعجلوا بدفني، ولا يخبروا من أقاربي وإخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي عزت خضر أبو عبد الله، جاري وصديقي المخلص، ومن يختاره هو لإعانته على ذلك، وثالثا اختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، وبالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش، وعلى من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي فضلا عن غيرهم إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، وتعمل عملها، فيكون ذلك سببا لتأخير جنازتي، سائلا المولى أن ألقاه وقد غفر لي ذنوبي ما قدمت وما أخرت، وأوصي بمكتبتي كلها سواء ما كان منها مطبوعا، أو تصويرا.

أو مخطوطا بخطي أو بخط غيري لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح، يوم كنت مدرسا فيها راجيا من الله أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها يومئذ طلابها، وأن ينفعني بهم وبإخلاصهم ودعواتهم، “رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين” وقد رثاه الشيخ عبد الله العبيلان، فقال أعزي نفسي وإخواني المسلمين في جميع أقطار الأرض بوفاة الإمام العلامة المحقق الزاهد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وفي الحقيقة الكلمات تعجز أن تتحدث عن الرجل، ولو لم يكن من مناقبه إلا أنه نشأ في بيئة لا تعد بيئة سلفية، ومع ذلك صار من أكبر الدعاة إلى الدعوة السلفية.

والعمل بالسنة والتحذير من البدع لكان كافيا، حتى أن شيخنا عبد الله الدويش والذي يعد من الحفاظ النادرين في هذا العصر وقد توفي في سن مبكرة، ويقول رحمه الله منذ قرون ما رأينا مثل الشيخ ناصر كثرة إنتاج وجودة في التحقيق، ومن بعد السيوطي إلى وقتنا هذا لم يأتي من حقق علم الحديث بهذه الكثرة والدقة مثل الشيخ ناصر، وكانت هناك وصية للعلامة الشيخ الألباني لعموم المسلمين، وجاء فيها إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله وبعد، فوصيتي لكل مسلم على وجه الأرض و بخاصة إخواننا الذين يشاركوننا في الإنتماء إلى الدعوة المباركة دعوة الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح أوصيهم.

ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى أولا، ثم بالإستزادة بالعلم النافع، كما قال تعالى “واتقوا الله ويعلمكم الله” وأن يعرفوا عملهم الصالح الذي هو عندنا جميعا لا يخرج عن كونه كتاب وسنة، وعلى منهج السلف الصالح، وأن يقرنوا مع عملهم هذا والاستزادة منه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا العمل بهذا العلم، حتى لا يكون حجة عليهم، وإنما يكون حجة لهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أحذرهم من مشاركة الكثير ممن خرجوا عن المنهج السلفي بأمور كثيرة، وكثيرة جدا، يجمعها كلمة الخروج على المسلمين وعلى جماعتهم، وإنما نأمرهم بأن يكونوا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح” وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله تبارك و تعالى” وعلينا أن نترفق في دعوتنا المخالفين إليها.

وأن تكون مع قوله تبارك وتعالى دائما وأبدا “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن” وأول من يستحق أن نستعمل معه هذه الحكمة هو من كان أشد خصومة لنا في مبدئنا وفي عقيدتنا، حتى لا نجمع بين ثقل دعوة الحق التي امتن الله عز وجل بها علينا وبين ثقل أسلوب الدعوة إلى الله عز و جل، فأرجو من إخواننا جميعا في كل بلاد الإسلام أن يتأدبوا بهذه الآداب الإسلامية، ثم أن يبتغوا من وراء ذلك وجه الله عز وجل، لا يريدون جزاء ولا شكورا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى