قرارات وذكريات
بقلم عبير مدين
في فترة من فترات حياتك تحتاج الى اتخاذ قرار يتعلق بمستقبلك وتتعدد الآراء والاغراءات فالمال أكثر في الخليج لكن الحياة أفضل في اوربا، العلم والتقدم أكثر في أمريكا، الاهل والأصدقاء والاحباب في الوطن الذي لا ترضى عن حاله
هكذا تصارع الحياة فتترك أشياء من اجل أشياء لا تعرف ايهم اهم ما تترك ام ما تحاول ان تدرك، ثم بمرور الوقت تكتشف أنك تريد ان تدرك ما تركت وان تترك ما أدركت، قد يكون بعضا من كل شيء أفضل من إدراك البعض وترك البعض الاخر الامر يرجع الى القناعة، الرضا وقراءة المستقبل تساعدنا على التخطيط السليم واتخاذ القرار …. هذا القرار الذي تبني عليه مستقبلك الذي ربما لن يفيدك الندم على قراراتك السابقة
سوف نظل نصارع الحياة ننتصر في جولة وتهزمنا في أخرى حتى يغزو الشيب رؤوسنا ويوهن العظم ونجلس لنجتر الذكريات ونحكيها للصغار…. انها التجربة والخبرة التي تجرعنا مرارتها على مر السنين، البعض منهم سوف يجدها حكايات ممتعة، البعض سوف يراها مملة، هناك من سوف يراها لا تعنيه وهناك من سوف يستخلص منها درس وعبرة، هناك، وهناك، وهناك دائما الميول تختلف من جيل لجيل كما تختلف المتغيرات من حولنا كل لحظة.
السيناريوهات كثيرة والمشكلة اننا لن نسدد فواتير تلك القرارات بمفردنا ربما شاركنا في السداد من لا ذنب لهم وتلك كارثة فما أفظع ان تدفع ثمن اختيار غيرك ولن تتخيل كم التعاسة التي سيرثها.
علينا ان نتريث قبل أي قرار حتى نزرع سعادة تجني ثمارها الأجيال القادمة.
