مقال

فاتبعونى يحببكم الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فاتبعونى يحببكم الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 25 ديسمبر

الحمد لله بيده مفاتيح الفرج، شرع الشرائع وأحكم الأحكام وما جعل علينا في الدين من حرج، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قامت على وحدانيته البراهين والحجج، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، هو المفدى بالقلوب والمهج، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ساروا على أقوم طريق وأعدل منهج، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا أما بعد فهذا هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي من حقوقه علينا أن ننصره وأن نتصدى لكل من يسبه، أو يلفق التهم ضده، أو يحاول أن يطفئ نوره، وما أكثرهم في هذا الزمان لا كثرهم الله، فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست أقوالا تقال، ولا دعاوى تدّعى، ولا طبولا تدك في المساجد.

وإنما محبته صلى الله عليه وسلم تعني طاعته واتباعه، وإجلال أمره ونهيه، فيقول الله تعالى فى سورة آل عمران ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم” وهو صلي الله عليه وسلم الذي يقول عنه حذيفة رضي الله عنه ” قام عليه الصلاة والسلام يصلي صلاة الليل بعد صلاة العشاء، قال فدخلت معه في الصلاة فافتتح سورة البقرة، فقلت يسجد عند المائة، فختمها، فافتتح سورة النساء فاختتمها، فافتتح سورة آل عمران ثم اختتمها، لا يمرّ بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا استعاذ بالله ولا بتسبيح إلا سبح، قال ثم ركع، فكان ركوعه قريبا من قيامه، ثم قام فكان قيامه قريبا من ركوعه، ثم سجد فكان سجوده قريبا من قيامه وركوعه، ثم صلى الركعة الثانية قريبا من الأولى” رواه مسلم وأحمد.

وذلك ما يقارب الست ساعات أو السبع ساعات مع الفقر والجوع، ومع الجهاد في النهار، ومع الزهد، ومع الدعوة إلى الله، ومع تربية الأطفال، ومع شئون البيت، ست أو سبع ساعات وهو يتبتل إلى الله، تفطرت قدماه، وتشققت رجلاه فتقول له زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها يا رسول الله كيف تفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال “أفلا أكون عبداً شكورا” رواه البخاري ومسلم، ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ” صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطال حتى هممت بأمر سوء، قيل وما هممت به؟ قال هممت أن أجلس وأدعه” رواه مسلم، الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام قام ليلة من الليالي، فقال بسم الله الرحمن الرحيم، ثم بكى، ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم، ثم بكى.

ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم، ثم بكى، ثم قال ويل لمن لم تدركه رحمة الله، ويل لمن لم تدركه رحمة الله، ويل لمن لم تدركه رحمة الله” فيسجد عليه الصلاة والسلام السجدة الواحدة مقدار ما يقرأ الواحد منا خمسين آية، ويركع الركعة الواحدة مقدار ما يقرأ القارئ منا خمسين آية، هذا في صلاة الليل، يدعو ويبكي إلى الصباح، حتى تسقط بردته من على كتفيه، كما في ليلة بدر، يناجي ربه، ويقرأ كتابه، ويتبتل إلى الله لأن العبادة أقرب باب إلى الله، ونحن أيها المسلمون في سعد ورغد، في عيش رضي، في أمن وصحة، الموائد الشهية، الفلل البهية، المراكب الوطية، ومع ذلك نترك صلاة الجماعة إلا من رحم الله، أيّ أمة نحن، أي قلوب نحملها، إذا لم نقم بالصلوات الخمس، كما أرادها الله عز وجل.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعبد الخلق لله، وأشدهم له خشية، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك أجهد نفسه في العبادة، في صلاة الليل، في الذكر، في تلاوة القرآن، في التسبيح والتهليل، فتمسكوا رحمكم الله بهديه، وعضوا على سنته بالنواجذ، ففي الأثر الإلهي “لو جاءوني من كل طريق واستفتحوا علي من كل باب، ما فتح لهم حتى يأتوا خلفك يا محمد” فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى