مقال

الدكروري يكتب عن ابن عابدين ما بين الشافعية والحنفية

الدكروري يكتب عن ابن عابدين ما بين الشافعية والحنفية

الدكروري يكتب عن ابن عابدين ما بين الشافعية والحنفية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام إبن عابدين وهو محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي، فقيه الديار الشامية، وإمام الحنفية في عصره، وأما عن تحوله من المذهب الشافعي إلى المذهب الحنفي بأنه ألزمه أستاذه السيد محمد شاكر العقاد بالتحول عن مذهب الشافعي إلى مذهب أبي حنيفة، فتحول وقرأ عليه الفقه وأصوله، وأخذ كذلك عن الشيخ الأمير المصري كما أجازه محدث الديار الشامية الشيخ محمد الكزبري وواصل الدرس والاستماع والفهم حتى صار علامة زمانه، وكان والده هو عمر بن عبد العزيز هو أول من اشتهر بعابدين نجم الدين بن محمد كمال بن تقي الدين المدرس في بلد الله الأمين، وهو أول من جاء دمشق من هذه العائلة وولي نقابة الأشراف سنة ثلاثة مائة وثلاثون من الهجرة.

 

وترجم له ابن عساكر في تاريخه، بن حسين المنتوف وفي نسخة بخط السيد مرتضي الزبيدي هي المفتون وولد العلامة ابن عابدين في دمشق، ونشأ في رعاية والده في بيت علم شهير، وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب وهو صغير جدا، ويروي أن نبوغه في العلم يعود إلي سبب طريف فقد كان يجلس في محل تجارة والده يقرأ القرآن، فمر رجل لا يعرفه فسمعه وهو يقرأ فزجره وقال له لا يجوز لك أن تقرأ هذه القراءة، لأن المحل محل تجارة، والناس لا يستمعون قراءتك فيرتكبون الإثم بسببك، ولأن قراءتك فيها لحن، فقام ابن عابدين وسأل عن أقرأ أهل العصر في زمنه، فدله الناس على الشيخ سعيد الحموي، فذهب إليه وطلب منه أن يعلمه أحكام القراءة بالتجويد، وكان لم يبلغ الحلم.

 

فحفظ متون التجويد والقراءات الميدانية، والجزرية، والشاطبية، ثم بدأ دراسته الدينية بفقه الإمام الشافعي، ثم حضر على السيد محمد شاكر العقاد الحديث والتفسير، وكتب أحمد تيمور باشا عن ابن عابدين فصلا جميلا موثقا في كتابه “أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث” وكان من مزاياه البارزة في التأليف، أنه تنبئ مؤلفات ابن عابدين عن فهم عميق للفقه، ولقضاياه المشكلة، وتناولت رسائله العلمية البحث في قضايا المعاملات وما يناظر الاقتصاد وقوانينه والقانون التجاري في مصطلحاتنا المعاصرة بما تتضمنه من مسائل النقود والشركات وما إليها، كما تناولت قضايا الأحوال الشخصية، والحضانة، والنفقة، وأصول الإجراءات القضائية، ومبادئ القانون والقانون المدني وغير ذلك.

 

كما عني بتحقيق أصول التصوف والأدعية وتحقيق مسائل التوحيد، وعلوم التفسير والأصول، وكثير من قضايا علم الكلام، وعلى صعيد ثالث فقد شملت مؤلفاته علوم النحو والصحة والحساب، وكان من آثاره هو “رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار” ويعرف هذا الكتاب باسمه الأشهر “حاشية ابن عابدين” وأولها يا من تنزهت ذاته عن الأشباه والنظائر وغير ذلك، وبهامشه الدر المختار المذكور تأليف علاء الدين الحصكفي، وطبع الكتاب مرات كثيرة في بولاق، وبالمطبعة الميمنية التي ما زالت تتداول حتى الآن، ولهذه الحاشية تكملة مسماة ” قرة عيون الأخيار” لولده علاء الدين “الإبانة عن أخذ الأجرة عن الحضانة” دمشق و”إتحاف الذكي النبيه بجواب ما يقول الفقيه” دمشق و”إجابة الغوث ببيان حال النقب والنجباء والأبدال والأوتاد والغوث”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى